وﻣﻊ اﻟﺰﻳﺎدة اﳌﻠﺤﻮﻇﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﳌﻌﺎﴏة , ﱠﻜ ﺗﺸ ﻞ ﺧﻼل اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﳎﺘﻤﻊ إﻋﻼﻣﻲ ﴎﻳﻊ اﻟﺘﻐﲑ ; إذ اﺳﺘﻤﺮت اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل وﺗﺄﺛﲑاﲥﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ , إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﲡﺎه اﺳﺘﺨﺪام وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل , وﻛﻴﻒ ﻳﺪﻣﺞ اﻟﻨﺎس ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﰲ ﺣﻴﺎﲥﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ. وﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ , ﱂ ﻳﻌﺮف اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺳﻮى اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪ © ا ﻋﻦ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ُﻳﻘﺮر ﲠﺎ اﳉﻤﻬﻮر اﺧﺘﻴﺎر وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺘﻲ ﳚﺐ أن ﻳﺘﻌﺮض ﳍﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳋﻴﺎرات. وﺧﻼل ﻋﻘﺪ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت , ﻛﺎن ﻋﻠﲈء اﻻﺟﺘﲈع ﳞﺘﻤﻮن ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﲑة ﺑﺘﺄﺛﲑ اﻟﻔﻴﻠﻢ. وﻣﻊ ذﻟﻚ , ﺑﺮزت اﻹذاﻋﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ وﺳﻴﻠﺔ اﺗﺼﺎل ﻣﻌﺎﴏة أﺧﺮى ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﺼﻌﻮد واﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﳉﻤﻬﻮر. وﻗﺪ ﺳﻌﻰ اﻟﺒﺤﺚ اﳌﻨﻬﺠﻲ اﻷول اﻟﺬي أﺟﺮاه ﺑﻮل ﻻزارﺳﻔﻴﻠﺪ ) Lazarsfeld Paul ( وﻓﺮاﻧﻚ ﺳﺘﺎﻧﺘﻮن ) Frank Stanton ( ﻋﲆ اﻟﺮادﻳﻮ إﱃ ﻓﻬﻢ اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﻪ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﳉﻤﻬﻮر. وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﳌﺒﻜﺮة ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ رؤﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﳚﺮي ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﻣﻔﻬﻮم اﳉﲈﻫﲑﻳﺔ. وﺑﺪًﻻ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﱢﻠ ﲣ ﻔﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻋﲆ اﳉﲈﻫﲑ ﺑﺪأ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ اﳉﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﳉﲈﻫﲑ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل 1 . وﰲ ﳎﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ , ﺷﻬﺪت اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﺑﺤﻮًﺛﺎ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ , واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ , واﻟﺪورﻳﺎت. وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ دراﺳﺎت " وﺻﻔﻴﺔ ﴎدﻳﺔ ﻏﲑ ﻧﻘﺪﻳﺔ " . وﰲ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ دراﺳﺔ ﺗﺄﺛﲑ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﲈ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ , وﺧﻼل اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت واﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﺗﺰاﻳﺪ اﻻﻫﺘﲈم ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ , واﻟﺒﺤﺚ ﰲ
1 - Ibid, 4.
272
Made with FlippingBook Online newsletter