واﻻﺟﺘﲈع. وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل : إن دراﺳﺎت اﻻﺗﺼﺎل ﺗﻄﻮرت ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ , وﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا , ﺗﻄﻮًرا ﻛﺒًﲑا ; ﺣﻴﺚ أﻣﻜﻦ رﺻﺪ أرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﳜﻴﺔ ﱠﺮ ﻣ ت ﺧﻼﳍﺎ ﺟﻬﻮد اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﳎﺎل ﺗﺄﺛﲑ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﳉﲈﻫﲑﻳﺔ 1 . - اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ : ﺑﺪأت ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻊ ﳖﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ واﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ; إذ ﺳﻴﻄﺮت ﻧﻈﺮﻳﺔ " اﻟﺮﺻﺎﺻﺔ " أو " اﳊﻘﻨﺔ " ﰲ ﳎﺎل اﻻﺗﺼﺎل , وﺳﺎد اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﲤﺘﻠﻚ ﻗﻮة ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ وﻣﺒﺎﴍة وﻓﻮرﻳﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم , وﺗﻐﻴﲑ اﻻﲡﺎﻫﺎت واﻟﺴﻠﻮك. واﻓﱰﺿﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ " اﻟﺮﺻﺎﺻﺔ " أن ﲨﻬﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻫﻮ ﲨﻬﻮر ﺳﺎﻛﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻓﻴﻪ ذﻫﻨﻴ © ﺎ وﺳﻠﻮﻛﻴ © ﺎ دون أن ﻳﺒﺪي أﻳﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ. وأﻇﻬﺮت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أﳘﻴﺔ اﳌﺮﺳﻞ وﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ , وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺛﲑ ﰲ اﳉﻤﻬﻮر ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ. وﻗﺪ اﺗﺴﻤﺖ اﻟﺪراﺳﺎت ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﺑﻀﻌﻒ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ وأدواﲥﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﻌﺘﻬﺎ ﺑﺄﳖﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ اﻵن. - اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺑﺪأت ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺎت ﻋﻘﺪ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت , واﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ. وﺷﻬﺪت ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﻄﻮًرا ﻛﺒًﲑا ﰲ ﺑﺤﻮث اﻻﺗﺼﺎل ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪي اﻷﻫﺪاف واﳌﻨﻬﺠﻴﺎت اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ; إذ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻋﻠﻤﻴﺔ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺎت ﻷﺳﺌﻠﺔ وﻓﺮوض أﻛﺜﺮ ﲢﺪﻳًﺪا. وﻇﻬﺮت ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﺄﺛﲑ اﳌﺤﺪود , اﻟﺘﻲ ﺗﻔﱰض أن ﺗﺄﺛﲑ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻋﲆ اﳉﻤﻬﻮر ﻫﻮ ﺗﺄﺛﲑ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﴍ , وأن اﳉﻤﻬﻮر ﻟﻴﺲ ﺳﺎﻛًﻨﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺘﺤﺮك وﻧﺸﻂ , وأن ﺗﺄﺛﲑ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻟﻴﺲ ﻗﻮﻳ © ﺎ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺮﺻﺎﺻﺔ , ﺑﻞ إن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻴﺴﺖ داﺋًﲈ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻜﺎﰲ أو اﻟﴬوري وراء
1 - ﳏﻤﺪ ﳒﻴﺐ اﻟﺼﺮاﻳﺮة، اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ : اﻷﺳﺲ واﳌﺒﺎدئ، ) اﻷردن، ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺮاﺋﺪ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ، (2017 ، ص .84
274
Made with FlippingBook Online newsletter