اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن : " إن اﳋﻄﺎب ﻋﻦ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﱠﺬ ﻳﺘﻐ ى ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﻀﺠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﲤﻴﺰ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , وﻳﻮﻇﻒ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ , ﻣﺜﻞ : " اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻌﺎم " , و " اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪﲏ " , و " اﻟﻔﺠﻮة اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ " , وﻏﲑﻫﺎ ﱠﻠ ﻛﻤﺴ ﲈت وﻟﻴﺲ ﻛﻤﻔﺎﻫﻴﻢ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ " 1 . إﻧﻨﺎ ﻋﲆ وﻋﻲ ﺑﺄن اﻟﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﺗﻨﴩه ﻫﺬه اﳌﺪارس ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷوﺿﺎع اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻛﻨﺎ داﺋًﲈ ﻧﺤﺎول -ﻗﺪر اﳌﺴﺘﻄﺎع- ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻣﻌﺎرف ﻫﺬه اﳌﺪارس ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻇﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , اﻟﺬي ﺻﺎر ﻳﺘﻐﻠﻐﻞ ﰲ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﳌﺴﻌﻰ , ﱂ ﻳﺼﻞ إﱃ درﺟﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم , رﻏﻢ وﺟﻮد أﺻﻮات ﻛﺜﲑة ﺗﻨﺎدي ﺑﴬورة ﻗﻴﺎم ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم. ﻓﺈذا وﺿﻌﻨﺎ ﺟﺎﻧًﺒﺎ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﰲ ﺑﺤﻮﺛﻨﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , ﻓﺈن اﳊﺪﻳﺚ ﳜﺺ ﺑﺎﻟﺬات اﳌﻘﺎرﺑﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ اﻧﺘﺸﺎًرا ﰲ اﻷوﺳﺎط اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ , ﻓﻜﻞ اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ وﻣﺎ ﻳﺪور ﰲ ﻓﻠﻜﻪ ﻣﻦ أوﺿﺎع اﺗﺼﺎﻟﻴﺔ , ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ إﻣﺎ ﻋﲆ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﱢﻤﻴﺔ ﻛ ﻋﲆ اﻟﻨﻤﻂ اﻷﻣﱪﻳﻘﻲ , وإﻣﺎ ﻋﲆ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﻤﻂ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ , ﻣﻊ ﻣﻴﻮل ﻛﺒﲑ ﻟﻠﻤﻘﺎرﺑﺎت ﱢﻤﻴﺔ اﻟﻜ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب , ﻷﻧﻨﺎ -ﻛﲈ ﻳﻘﻮل ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ- ﱠﻮدﻧﺎ ﺗﻌ ﻋﲆ ﲡﻨﺐ ﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻟﱰﺳﺎﻧﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ , ﻓﻴﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﳌﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺒﻨﺖ ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﱰﺳﺎﻧﺔ , واﻟﺘﻲ ﱠﻃﺮت أ ﺗﻔﻜﲑﻧﺎ , ﱠﺪ وﺣ دت أﻃﺮ ﻣﺪارﻛﻨﺎ 2 .
1 - ﻧﺼﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﺿﻲ، " اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻜﻴﻔﻲ : ﳓﻮ آﻓﺎق ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ " ، 2 ﻳﻮﻧﻴﻮ / ﺣﺰﻳﺮان 2011 ، أﻧﻔﺎس، ) ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﺧﻮل 1 : ﻣﺎرس / آذار (2022 ، https://bit.ly/3JqQWOy . 2 - اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .
27
Made with FlippingBook Online newsletter