دراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺎرﺑﺖ ﲠﺎ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي , أي اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳍﻴﻤﻨﺔ , واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ , وﻋﺪم اﳌﺴﺎواة. ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻋﺘﲈًدا ﻋﲆ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ )اﳌﻨﻬﺞ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﰲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل , أو اﳌﻼﺣﻈﺔ , أو اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ( , ﻷﳖﺎ اﻷدوات اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻗﺎﲥﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﻫﺆﻻء , وﻣﻨﻪ ﻓﻬﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ وﻋﻤﻠﻪ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ. وإﱃ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻃﺮوﺣﺎت , ﻻ ﻳﺰال اﻻﻋﺘﲈد واﺿًﺤﺎ ﻋﲆ اﻷﻃﺮ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ دراﺳﺔ ﻗﺎم ﲠﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﻠﻤﻲ ﳏﺴﺐ ﺳﻨﺔ 2007 1 , وﺑﺎﺳﺘﻌﲈﳍﺎ أداة ﲢﻠﻴﻞ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺜﺎﲏ )اﻟﺜﺎﻧﻮي( , أن اﻟﺒﺤﻮث اﳌﴫﻳﺔ واﻷﻣﲑﻛﻴﺔ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل , ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ. ﻛﲈ أﺷﺎرت دراﺳﺎت أﺧﺮى إﱃ أن اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , وﻓﻴﲈ ﳜﺺ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻣﺎ زال ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت واﻹﺷﺒﺎﻋﺎت ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﱢﴪة ُﻣﻔ ﻟﺪواﻓﻊ اﺳﺘﻌﲈل اﻷﻓﺮاد ﻟﻺﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻛﲈ ﻧﺠﺪ اﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ أداة ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎس ﲨﻬﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﰲ دراﺳﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ اﻹﻧﱰﻧﺖ وﻣﺎ ﻳﺪور ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ , ﻛﲈ ﻗﺎم اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﺳﺘﻌﲈل ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون اﺳﺘﻨﻄﺎق ﻣﻀﺎﻣﲔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ )اﻧﻈﺮ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت ﰲ اﳉﺪول أﺳﻔﻠﻪ(. ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻄﺮح أن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻻ ﳛﺘﺎج أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳌﻘﺎرﺑﺎت ﱢﻤﻴﺔ اﻟﻜ أو اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ وﻇﺎﺋﻔﻪ اﳉﺪﻳﺪة وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ , ﻣﻊ ﻣﻨﺎداة اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﺮوﻧﺔ ﻣﻊ ﳐﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮدﻫﺎ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻓﺎﳋﺮﻳﻄﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ -إن
1 - ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، " اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت واﳌﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﲝﻮث اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ " ، ﳎﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب ﺑﻘﻨﺎ ) ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب، ﻣﺼﺮ، اﻟﻌﺪد 39 ، (2012 ، ص .469
31
Made with FlippingBook Online newsletter