مناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال المشكلات النظرية والتط…

ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺴﺘﻌﻤﲇ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﻋﻼم ﻳﺘﻮﺟﻪ أﻛﺜﺮ إﱃ ﻧﻤﻂ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﱰﻓﻴﻬﻲ واﻟﺘﺴﻠﻴﺔ وﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻌﻴًﺪا ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﳐﺮﺟﺎت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ. أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ أن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﳌﺨﻄﻮﻃﺎت وﳐﺘﻠﻒ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮد أي ﺑﺎﺣﺚ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس وﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن , ﺗﻘﺎﺑﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺒﻬﻢ اﳊﺼﻮل ﻋﲆ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻷﺑﺤﺎﺛﻬﻢ ; اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﳚﻌﻞ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ أﻗﻞ دﻗﺔ وأﻛﺜﺮ اﻓﱰاﺿﻴﺔ . إن ﻫﺬه ﱠﻠ اﳌﺴ ﲈت , وﻏﲑﻫﺎ ﻛﺜﲑ , ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ , ﻋﲆ اﻷﻗﻞ , إﱃ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﻔﻜﲑ ﻓﻴﲈ ﻧﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎت وأدوات ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ اﻻﻗﱰاب ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻓﻀًﻼ ﻋﻦ وﻗﻮﻓﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﳊﺪ وﻋﺪم ﻃﺮﺣﻬﺎ رؤى ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﻮرات اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﲣﻀﻊ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻧﻄﻼًﻗﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت أﻫﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﺗﺎرﳜﻬﺎ. وﻗﺪ ﳜﺮﺟﻨﺎ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﱢﻤﻲ اﻟﻜ واﻟﻜﻴﻔﻲ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﳌﺎ ﺣﴫﻧﺎ ﺗﻔﻜﲑﻧﺎ ﰲ إﻃﺎرﻫﺎ , وﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻷﻣﱪﻳﻘﻲ إﱃ ﻧﻤﻂ آﺧﺮ ﻣﻦ اﳌﻘﺎرﺑﺎت , وﻫﻮ أﻣﺮ ﳑﻜﻦ , وﻳﺒﻘﻰ ﺗﺄﻃﲑه ﰲ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت واﳌﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺒﺎدر إﻟﻴﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎت اﻹﻋﻼم وﳐﺎﺑﺮ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ. 5 . اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ إن اﳌﺘﻤﻌﻦ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ووﻇﺎﺋﻒ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻗﺪ ﻳﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻳﺆدي اﻷدوار ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺆدﳞﺎ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي , ﻣﺜﻞ اﻹﺧﺒﺎر , واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ , واﻟﱰﻓﻴﻪ , واﻟﺘﺴﻠﻴﺔ , وﲤﻀﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ... وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻓﻬﻮ اﻣﺘﺪاد ﻟﻪ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻳًﻼ ﻋﻨﻪ. إن اﻟﻘﻮل ﺑﻤﻮت اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ وﲢﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻗﻮل ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ , ﰲ وﻗﺖ ﻻ ﻳﺰال ﻓﻴﻪ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﲠﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﻋﻼم ﻳﺴﺘﻨﺪ إﱃ اﻟﱰاث اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ ﰲ دراﺳﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , ﻣﻊ اﻻﻋﱰاف ﺑﻮﺟﻮد

46

Made with FlippingBook Online newsletter