مناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال المشكلات النظرية والتط…

ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت وﺻﻌﻮﺑﺎت ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﻟﻺﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻓﻬﺬا أﻣﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ; إذ ﻣﻦ ﻏﲑ اﳌﺠﺪي ﳏﺎوﻟﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌﻨﺎﻫﺞ وأدوات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺤﺬاﻓﲑﻫﺎ ﻋﲆ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺪراﺳﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ , ﻓﻮﺟﻮب ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻣﻄﻠﺐ ﴐوري ﻟﻔﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﳋﺼﻮﺻﻴﺎت وﻣﻨﻪ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻷدوات ﻣﻌﻬﺎ , وﻋﲆ ﱢﺪ ﺣ ﺗﻌﺒﲑ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ , ﻟﺒﻨﻰ رﲪﻮﲏ , ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻜﻴﻴﻒ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﳉﺪة ﰲ اﻟﻈﺎﻫﺮة , وﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﺬﻳﻦ أﺳﻬﻤﻮا ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ دراﺳﺔ ﻇﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﺗﻄﻮﻳﻌﻬﺎ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ : ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺠﺎل اﻟﻌﺎم , وﻣﺪﺧﻞ اﻻﻋﺘﲈد ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم , وﻧﻤﻮذج اﻟﺘﻠﻘﻲ , وﻧﻤﻮذج اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت واﻹﺷﺒﺎﻋﺎت. وﺗﻀﻴﻒ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ : " إن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮى أن اﺳﺘﺨﺪام ﻓﻴﺴﺒﻮك ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﳌﺄﻟﻮﻓﺔ , ﻣﺜﻞ ﲤﻀﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ , واﻟﱰﻓﻴﻪ , واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻴﻮﻣﻲ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ , وﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻳﺸﺒﻪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن " 1 . وﻳﻘﻮل اﳌﺜﻞ اﳉﺰاﺋﺮي : " اﳉﺪﻳﺪ ﱠﺴ ﲤ ﻚ ﺑﻪ , واﻟﻘﺪﻳﻢ ﻻ ﱢﺮ ﺗﻔ ط ﻓﻴﻪ " . ﻟﺬﻟﻚ , ﻓﺈن اﻟﻌﺠﺰ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﺳﺘﺤﺪاث آﻟﻴﺎت وﻣﻨﺎﻫﺞ وأدوات ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺪراﺳﺔ ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻓﺴﻮف ﻳﺄﰐ ذﻟﻚ ﻋﺎﺟًﻼ أم آﺟًﻼ , وﺳﻮف ُﺗﻄﺮح ﺑﺮادﻳﻐﲈت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﲢﺎول ﻣﻘﺎرﺑﺔ وﺗﻔﺴﲑ ﳐﺘﻠﻒ أرﻛﺎن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻟﻜﻦ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﻫﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﺣﻀﻮر اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻷدوات اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ " اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ " ﰲ ﳏﺎوﻻت ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. وﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ , ﻧﺸﲑ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر إﱃ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻦ ﺗﻄﻮرات ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺎﻫﺞ

1 - اﻟﺼﺎدق اﳊﻤﺎﻣﻲ، " ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻜﺮ ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ؟ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ " ، ا}ﻠﺔ اﻷﻛﺎدﳝﻴﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ) ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﻮﺑﺔ، ﺗﻮﻧﺲ، (2012 ، ص .2

47

Made with FlippingBook Online newsletter