إن دور ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻫﻮ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﳾء ﳌﺴﺎﻋﺪة ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﻋﲆ ﲡﻨﺐ اﳋﻀﻮع ﻟﻼﺑﺘﻜﺎرات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ , وﳌﻨﺢ أﻧﻔﺴﻨﺎ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﺑﺸﻜﻞ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﱠﻼق وﺧ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻴﲑات ﻣﻦ أﺟﻞ اﺑﺘﻜﺎر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. وﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺒﺤﺚ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ , ﺑﲈ ﰲ ذﻟﻚ دراﺳﺔ ﺗﺪاول اﳋﻄﺎب , ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة ﻋﺪم اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت واﻟﻌﻼﻣﺎت واﳌﲈرﺳﺎت. وﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪوﱄ , ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻣﻊ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت وﻋﻠﻮم اﳌﻜﺘﺒﺎت , واﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ 1 . وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺻﻮل اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎل ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷدب واﳋﻄﺎﺑﺔ واﻟﺒﻼﻏﺔ , ﻓﺈﳖﺎ ﱂ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﰲ اﳋﻄﺎب اﳊﺪﻳﺚ اﻟﻌﺎدي إﻻ ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ; ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻔﻨﻮن واﻵداب ﲥﺘﻢ ﺑﻤﻮاﺿﻴﻊ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ , ﻣﺜﻞ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت اﳉﲈﻫﲑ واﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﲥﻢ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل اﳉﲈﻫﲑﻳﺔ 2 . ﻟﻜﻦ ﲢﺪﻳﺚ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل , ﺑﺈﺿﻔﺎء اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳌﻬﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﲥﺎ اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻋﲆ ﻏﺮار اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﴩﻳﻌﺎت , ﺑﺪأ ﻓﻌﻠﻴ © ﺎ ﻣﻊ اﻗﱰاح اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻷﻣﲑﻛﻲ , روﺑﺮت ﱄ ) Robert Lee ( , اﻟﺬي دﻋﺎ إﱃ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﺎﻣﻌﻲ ِﳌَﻬﻦ اﻹﻋﻼﻣﻴﲔ ﰲ ﻋﺎم 1869 . وﺑﺪأت ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻨﺘﴩ ﺑﲔ اﳌْﺆََﲤَﺮْﻳﻦ اﻟﺪوﻟﻴﲔ ﺣﻮل اﻹﻋﻼم اﻟﻠﺬﻳﻦ ُﻋِﻘﺪا ﰲ ﺑﻮردو وﺑﺮﻟﲔ ; ﺣﻴﺚ ُوِﺿﻊ أول ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ دراﳼ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻹﻋﻼم ﻋﺎم ,1901 ﺛﻢ ﻧﺸﺄت ﺟﺎﻣﻌﺎت أﺧﺮى , وﻛﺎﻧﺖ أول ﻛﻠﻴﺔ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻴﺴﻮري ﻋﺎم ,1908 ﺗﻼﻫﺎ ﻓﺘﺢ أول ﲣﺼﺺ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻟﻼﺗﺼﺎل ﰲ أوروﺑﺎ ﰲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم 1916 . ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ , ُﺗﻌﺘﱪ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﰲ ﺑﺎرﻳﺲ , ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ/ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎﲏ ,1899 أول ﻣﺪرﺳﺔ ﻏﲑ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ
1 - ﻳﻮﺳﻒ أزروال، " اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ وﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﻐﲑ اﻟﻌﺮﰊ " ، ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﺮؤﻳﺔ، اﻟﻌﺪد 647 ، .2014 2 - اﻟﻌﺒﺪ اﷲ، اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻻﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﻣﻦ اﻷﻃﺮ اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ إﱃ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ، ص .28
59
Made with FlippingBook Online newsletter