ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺎت ﺗﻘﻒ ﺑﺄﻫﺪاﻓﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻟﻮﺻﻒ اﳌﺠﺮد ﻟﻠﻈﺎﻫﺮة ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﺎؤل : ﻣﺎذا وﻛﻴﻒ ? أي اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮة ﱡﲑ واﻟﺘﻐ ﻓﻴﻬﺎ , أو ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺤﺮك ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة أو ﻛﻴﻒ ﳛﺪث ﱡﲑ اﻟﺘﻐ ﻓﻴﻬﺎ. وﻳﻘﻮم اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻮﺻﻔﻲ ﻋﲆ رﺻﺪ وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮة أو ﺣﺪث ﻣﻌﲔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﱢﻤﻴﺔ ﻛ أو ﻧﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻋﺪة ﻓﱰات ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﻈﺎﻫﺮة أو اﳊﺪث ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺤﺘﻮى أو اﳌﻀﻤﻮن , واﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ وﺗﻌﻤﻴﲈت ﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻮاﻗﻊ وﺗﻄﻮﻳﺮه. وﰲ ﻇﻞ ﱡﻘ ﺗَﻌ ﺪ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ وﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺗﺼﺎﱄ , اﲡﻪ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﻧﺤﻮ اﻻﻫﺘﲈم ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ورﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم وﺑﻴﺌﺔ اﻻﺗﺼﺎل , ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ وﺣﺪة ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ. ﻓﺄﺻﺒﺢ اﳌﻨﻬﺞ اﻷول ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ اﳌﺴﺢ اﳌﻴﺪاﲏ ﺑﺄدواﺗﻪ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ , واﻷﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﻔﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ وﻗﺪراﺗﻪ اﻟﺘﻔﺴﲑﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻓﺎﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ ﻫﻮ أﺑﺮز اﳌﻨﺎﻫﺞ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ذاﲥﺎ , ﱠﺮ وُﻳﻌ ف ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ , اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻋﺪًدا ﻣﻦ اﳌﻔﺮدات ﱢﻮﻧﺔ اﳌﻜ ﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﺤﺚ ﺧﻼل ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﲠﺪف ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﰲ ﳎﺎل ﲣﺼﺺ ﻣﻌﲔ وﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ , وﻳﻔﻴﺪ اﻷﺳﻠﻮب اﻻرﺗﺒﺎﻃﻲ ﻟﻜﺸﻒ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻐﲑﻳﻦ أو أﻛﺜﺮ ﰲ دراﺳﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل. وﺗﻜﻤﻦ أﳘﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺘﺎرﳜﻲ ﰲ أﻧﻪ ﻳﺴﻤﺢ -ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻷﺣﺪاث اﻟﺮاﻫﻨﺔ واﻻﲡﺎﻫﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﰲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ اﳌﺎﴈ- ﺑﺘﻘﻮﻳﻢ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴﲑ أو اﻟﺘﻘﺪم أو ﲢﻘﻴﻖ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻬﻢ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة , وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺠﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒًﻼ. وﻳﺘﺠﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻴﻮم ﰲ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ , وﺧﺼﻮًﺻﺎ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ , إﱃ اﻋﺘﲈد اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ اﻟﺬي ُﻳﺴﺘﺨَﺪم
62
Made with FlippingBook Online newsletter