رﻓﺾ أو ﲡﺎﻫﻞ ﻛﻞ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﳌﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﺖ ﻟﻌﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل , وﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻛﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ إﻧﺘﺎج اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻟﻨﺎ , اﻧﻄﻼًﻗﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ودراﺳﺎﺗﻨﺎ اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ , واﳋﺮوج ﻋﻦ اﳌﻮروث اﻟﻨﻈﺮي اﻟﺬي ﱠﻃﺮ أ ﺗﻔﻜﲑﻧﺎ 1 . ﺧﺎﲤﺔ إن اﻟﻌﺎﺋﻖ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻹﻧﺘﺎج اﳌﻌﺮﰲ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﻏﻴﺎب اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت واﻟﺮؤى اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ , واﳌﺨﺘﱪات واﻟﻔﺮق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻦ اﻷﻋﲈل اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ وﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﺳﺪى وﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻓﺎﺋﺪة ﻋﻤﻠﻴﺔ. واﳉﻬﻮد اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻌﺮﰊ , ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺗﺜﻤﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎب ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﺿﻌﻔﻬﺎ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ , ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﺪى اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أﻧﻔﺴﻬﻢ , ﻓﲑﻛﺰون ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﳌﻮروﺛﺔ , دون ﳏﺎوﻟﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺨﺘﻠﻒ واﳉﺪﻳﺪ ; ﻓﺎﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ إﻣﺎ ﻟﻠﱰﻗﻴﺔ أو واﺟﺐ ﻣﻔﺮوض , أو وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﻮﻳﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻟﻠﺘﺨﺮج ﳌﲈرﺳﺔ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ , وﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻨﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ ﻧﻈﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ. أﻣﺎ اﳋﺮوج ﺑﻨﻈﺮﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﳖﻢ , أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ , ﻣﺎ ﻻ ﻗﺪرة ﳍﻢ ﻋﻠﻴﻪ. ﻟﻘﺪ اﻛﺘﻔﻰ إﱃ اﻵن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻜﻤﻴﺔ , ﻓﺎﻟﻄﻠﺐ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﻋﲆ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ زال ﳏﺪوًدا , وﻣﺮَﲥًﻨﺎ ﺑﻤﻨﻄَﻘﻲ اﻟﺴﻮق واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. وإذا َﻋَﺪْدﻧﺎ اﻟﺴﻮق ﻗﻮة ﻧﺎﺷﺌﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﱢﺮ ﲢ ك اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻹﻋﻼﻣﻲ
1 - اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ص .48
74
Made with FlippingBook Online newsletter