اﳋﻄﺎب اﻟﺼﺤﻔﻲ ﰲ اﳌﺪرﺳﺘﲔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺰال ﲢﺘﺎج إﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ. ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺎت اﳌﺒﻜﺮة ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳋﻄﺎب ﰲ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ أواﺧﺮ اﻟﺜﲈﻧﻴﻨﺎت وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ; ﺣﻴﺚ ﱢﺪ ُﻗ ﻣﺖ اﺟﺘﻬﺎدات ﻣﺘﻤﻴﺰة ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﻣﺴﺎر اﻟﱪﻫﻨﺔ , واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺪﻻﱄ واﻷﺳﻠﻮﰊ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ , وﲢﻠﻴﻞ اﻷﻃﺮ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ واﻟﻘﻮى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ , إﻻ أن أﻏﻠﺐ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﱂ ﲣﺮج ﻋﻦ ﻧﻄﺎق ﺗﻠﻚ اﻻﺟﺘﻬﺎدات ﰲ إﻃﺎر ﲢﻠﻴﻞ اﳋﻄﺎب 1 . وﻫﻨﺎك ﻣﻼﺣﻈﺔ أﺧﺮى ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ وﺣﴫﻫﺎ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻜﻤﻴﺔ , وﻋﺪم اﻋﺘﲈد اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻲ )اﻟﺘﺄوﻳﲇ( اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل " اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻵﻟﻴﺎت اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﲏ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ , ﻛﲈ ﻳﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻧﻈﺎم دﻻﱄ ﻣﺮن ﻳﺘﻴﺢ ﻓﻬًﲈ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﻨﺴﻖ اﻻﺗﺼﺎﱄ " 2 . وﻳﺮﺟﻊ ﺳﺒﺐ ﻋﺪم اﻋﺘﲈد ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﻨﻬًﺠﺎ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻘﺪي , واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷﺳﻠﻮﰊ واﻟﺪﻻﱄ , ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺪ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ; إذ ﲣﺘﺺ أﺳﺎًﺳﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﻮث اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﳊﺠﺎﺟﻴﺔ ذات اﳉﻮﻫﺮ اﻟﻜﻴﻔﻲ. وﻣﻦ ﺑﲔ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ واﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ; إذ ﻧﺠﺪ ﻧﻘًﺼﺎ ﻣﻌﺮﻓﻴ © ﺎ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮرة , ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺼﻮرة - ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ أم ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ-
1 - ﳏﻤﻮد ﲪﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻘﻮي، " اﲡﺎﻫﺎت ﲝﻮث ﲢﻠﻴﻞ اﳋﻄﺎب اﻟﺼﺤﻔﻲ : دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﲔ اﳌﺪرﺳﺘﲔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ " ، ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ) اﳌﻌﻬﺪ اﻟﺪوﱄ اﻟﻌﺎﱄ ﻟﻺﻋﻼم ﺑﺎﻟﺸﺮوق، ا}ﻠﺪ 5 ، اﻟﻌﺪد 5 ، ﺻﻴﻒ (2018 ، ص .152 2 - ﳒﺎة ﺑﻮﺛﻠﺠﺔ وﺷﻬﻴﻨﺎز زﻳﺎد، " اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة : اﻟﺼﻮرة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ أﳕﻮذًﺟﺎ " ، ﳎﻠﺔ اﳌﻌﻴﺎر ﻟﺒﺤﻮث اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻹدارة ) اﳉﺰاﺋﺮ، ا}ﻠﺪ 4 ، اﻟﻌﺪد 35 ، (2014 ، ص .395
87
Made with FlippingBook Online newsletter