مناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال المشكلات النظرية والتط…

ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﻀﻤﻨﻲ ﻟﻠﺼﻮرة اﻟﺒﴫﻳﺔ ﻧﻈًﺮا ﻟﺘﻌﺪد ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ودﻻﻻﲥﺎ وﻻرﺗﺒﺎط ﻫﺬا اﻟﺘﺄوﻳﻞ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ أو اﻟﻨﺺ اﳌﺮاﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮرة. ﻓﺎﻟﺼﻮرة ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ " ﻧﺴﻖ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻏﲑ دال ﺑﻨﻔﺴﻪ , ﺑﻞ ﺗﺸﺘﻐﻞ وﻓﻖ ﻋﻼﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﲔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﲢﺪد ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ وﲤﺎﻳﺰﻫﺎ , ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻼﻣﺔ داﺧﻞ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻠﺴﺎﲏ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﻋﺘﺒﺎﻃﻲ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺪال ﺑﺎﳌﺪﻟﻮل , ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﻳﻘﻮﻧﺔ ﻋﲆ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻠﻴﺔ , ﻟﺘﻄﻮر ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺼﻮرة اﺳﺘﻨﺎًدا إﱃ ﻟﺴﺎﻧﻴﺎت اﻟﻌﺎﱂ اﻟﺴﻮﻳﴪي , ﻓﺮدﻳﻨﺎﻧﺪ دي ﺳﻮﺳﲑ ) Ferdinand de Saussure ( , وأﺑﺤﺎث اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻔﺮﻧﴘ , روﻧﺎﻟﺪ ﺑﺎرت ) Ronald Barthes ( , اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﲆ رﺑﻂ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻨﺼﻮص اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﴫﳛﺔ واﻟﻀﻤﻨﻴﺔ " 1 . وﻣﻦ ﻫﻨﺎ , ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﳏﻤﺪ ﺷﻮﻣﺎن أن اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ )اﻟﻌﻼﻣﺎﺗﻴﺔ( ﻗﺎدت ﰲ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت وأواﺋﻞ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﺣﻘﻞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻨﺼﻮص اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , ووﻓﺮت ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ أﺳﻠﻮًﺑﺎ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳌﻌﻨﻰ , ﺑﻴﻨﲈ ﻫﻴﻤﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﲆ ﻫﺬا اﳊﻘﻞ ﰲ أواﺧﺮ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺜﲈﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ , وﻗﺪ زود اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ اﳌﻌﻨﻰ واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ. وﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜﲈﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ وﺣﺘﻰ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﴐ , أﺻﺒﺤﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳋﻄﺎب ﺗﻘﻮد ﻋﻤﻠﻴﺎت ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻨﺼﻮص اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. وﻗﺪ دﻓﻌﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳋﻄﺎب اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ إﱃ إﻋﺎدة اﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳌﻌﻨﻰ واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ ﻧﻈﺎم اﳌﻌﻨﻰ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﺎرﺟﻪ , ﻓﻨﻈﻢ اﳌﻌﻨﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﺳﻠﻄﺔ , وﻫﻲ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻛﻨﻈﻢ , ﻣﺜﻞ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل

1 - اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ص .405

88

Made with FlippingBook Online newsletter