المكوِّنات الإسلامية لـهُويَّة أوروبا

ديان التوحيدية الثلاث الكبرى نشأت بارتبا بعره  ا بة ا بعض، واحةدة بعةد خرى، ولد  ا ي ها سلسلة من أنبياء الله المشتركين بينها، فبالت ا   ومن منظور مفك ر ِ لاهوتي، من الممتن ً ع أن يكون أ دين منها خاطئ ً ا تمام ا مهما كان. إلا أن مةارتن ً لوثر نسي أير ُ ا أن يسو المسيح و ُ لد وعاش وت وفي على تربة آسيا ، ُ وأنه لم صةط خبوة عل ً ى أرض أوروبا أبد ُ ا، بل ينسى كذلك حقيقة أن يسو المسةيح و لةد يهودي ً ا وكان مقيم ة وسط، ولم يكن أوروبي  ا في قارة آسيا، في الشرق ا ا علةى

ً اصر  الإطلاق. كان لوثر ا بهذين اااهزين العقليين ، وكان صرع لشعور قةو بالرعب أمام ظهور هيش هائل ودولة يمتد نفوذها عبر القا رات، فتردد بين إبةراز تةراك وعلةى  كاذيب الوقحة على ا  الاتهامات والافتراءات الثقيلة واخترا ا "المحمد ي  مد صل  ة" وخاصة على  ى الله عليه وسل م وحده، مثلما كان يلاحظ عند التخلةي عةن لمان، من ههة؛ وبين حاهته المتجلية في بعض الملاحظات، إ  ا يديولوهي وا  العبء ا التصريح بكلمة العقل عن حقيقةة اليهةود لعقائد وإ َّ ، يمكن قبول التعبير الد والمسلمين، من ههة أخرى. بهذا المع  على تردد مارتن تراك و"المحمد  ا لوثر بين نظرتين إ ي ين" على أنهم َّ إم ا لعنة وإما علاج ( 1 ) ؛ حيةث إ ً نه يبدو مناسب ً ا وصحيح ٍّ حد ا إ كبير. وأكثر مثال ل قل ضمني  تمييز هذا الشك، على ا تأييد بعض الجوانب ا، والميل إ ابية للإسلام، بل وتفوقه العقائد على المسيحية يتمثل في مقارنةة لةوثر بةين الإ علاقات المسيحية مع اليهودية وعلاقة الإسلام مع المسيحية. يشعر المرء بأن الاقتبةاس االت  رد فلتة للو ليس ثر، بل إ نها فكرة اندلعت بعد أن لم يتمكن لوثر من التخلةي الاعتراف بها في نفسه: أن اضبر في النهاية إ عنها، فكان يتعذ إ ن المسيحي " ين نعترف بالعهد القديم على أنه كلام الله، ولكننةا الآن، وفي وقات العصيبة هد  هذه ا ً ا، وفق ا لقول القديس ببرس أصبحنا بدون نع مة من الله. مد  ن قد ألوينا أهمية تلك النعمة، فالعهد القديم لم يعد يلزمنا. يتعامل  وبما أننا ( 1 ) لتحليل مفيد لم واقف مارتن لوثر تراك والإسلام، انظر:  ا Almond, I. Deconstructing Luther’s Islam: Turks as curse or cure? , Yearbook of Muslims in Europe, volume5 , Brill, Leiden Boston, 2011, p. 614-654.

ال

حول

118

Made with FlippingBook Online newsletter