العرب والديمقراطية والفضاء العام: بحث في دور الجزيرة

ماع حيز للاستهلاك ا دها ذلك النقاش، إ  والوفاقات الواسعة ال يول  العقلا  لثقا ى ضوع لتلاعب الشركات الكبرى والنخب المهيمنة. لقاد أد  فة السوق وا باين تداخل ثم انصهار تدر هذا المسار الاجتماع والسياس والاقتصادي إ ااص  ااال الاقتصادي وااال السياس من ناحية، وبين الفضاء العا والفضاء ا نشوء صن من ناحية أخرى، وهو ما أدى بدوره إ ماهيرية" الا اعة "الثقافة ا ل قابلية ااتمع للإدارة والانقياد. وقد بدأت مظاهر تفكك الفضاء العاا في ِّ تسه ِّ البروز، كما يقول هابرماس، مع أواخر القرن التاسع عشر حيث أضحى أصحاب ياة السياسية بشكل  اصة (مقابل المصلحة العامة) يتدخلون في توجيه ا  المصلحة ا كما أصبحت الشركات العملاقة تادير الإعالا وتاتحكم في جهااز الدولة. وحين تراجع الفضاء العا ، تراجعت معه الديمقراطية وتقلصات المشااركة قيا المناافع مستهلكين سلبيين يسعون وراء ل المواطنون إ السياسية. فتحو اصة بد  ا ً ً من المصلحة العامة وما يرتبط بها من القضاي مهور العاا . ا ال تهم ا النقدي بال باتات  ا للنقاش العقلا ً بدوره، لم يعد الرأي العا ، كما كان، إفراز ً له استطلاعات الرأي ال يقو بتصميمها خبراء الإعلا وتسهر على تسويقها  تشك  اصة. في خضم  ا  صحاب المصا  ددة  وكالات الإعلان بهدف تلبية حاجات هذه التحولات ، "تفقد الإعلانات وظيفتها النقدية لفايدة عروض منظمة بإتقاان. رموز لا يمكن للمرء أن يرد عليهاا ويلها إ حتى المحاججة العقلية يقع إخمادها و جة، بل فقط بالتماه معها"  با ( 1 ) . ساباب وراء تراجاع  لقد كان الإعلا ، الذي تغيرت وظيفتاه، أحاد ا الديمقراطية الليبرالية في أوروبا مع نهايات القرن الثامن عشر وتفكك الفضاء العاا البورجوازي الذي أسهم في انتشارها وترسيخها. فوظيفة الإعلا ، كما يلاحاظ مهاور إ ا هابرماس، تغيرت من التوسط في إدارة النقاش العا وإيصااله إ ددها مس جندات  ا ً ديد مسايله وفق طاب العا و  وظيفة تشكيل ا ً ها  قر ُ ا وت ً بق  ُ ً ا. ً كثر تأثير  كبر وا  الشركات الإعلامية ا ً ( 1 ) Ibid., p. 206.

مباشر،

لا

86

Made with FlippingBook Online newsletter