النضال الفلسطيني

مقدمة يشــكل النضال الفلسطيني جزءًا أساســيًّا من القضية الفلسطينية، فإذا كان مطلب القضية الفلســطينية هو التحرير وبناء الدولة، فإن النضال أيضًا جزء من النقاش نفســه. فأي نضال ينبغي أن ينتهجه الفلســطينيون؟ وما أولوياته؟ وأي تحرير يهدفون إليه: هل تحرير كل فلســطين أو بعضها؟ وما طبيعة الدولة التي يســعون إلقامتهــا، أو المشــاركة فيها، أو العيش في ظلهــا؟ هكذا يبدو نضال 75 الفلســطينيين، وكأن االحتالل اإلســرائيلي بدأ باألمس وليس منذ أكثر من عامًا. ولكن أيضًا، يبدو أن النضال الفلسطيني وكأنه يبدأ كل يوم من جديد مع كل مواجهة، سواء على الصعيد الشعبي أو الفصائلي. فهو يلقى التفافًا ومؤازرة من عموم الشــعب الفلســطيني في كل ساحاته وحيث وُجد، ودائمًا يجد طريقًا للبقاء واالستمرار رغم كل التحديات، سواء منها الداخلية أو الخارجية. ويبقى أبرز تحد هو االنقســام الفلســطيني خاصة بين الضفة وغزة، والذي جاء ألسباب تتصل بالخالفات بين حماس ومن معها من جهة، والسلطة وحركة فتح ومن معهما من جهة أخرى. إال أنه بطريقة ما، فتح بابًا إلضفاء شرعية واقعية المختلفة، استجابة لحاجات الفلسطينيين أو للتأقلم مع " تعدد الســاحات " على الظروف التي تفرض عليهم، ولتجاوز القيود والحواجز التي تفرضها الخالفات الفلسطينية-الفلســطينية. ومن رحم نفس هذا التحدي، يتجدد الســعي لتوحيد ، بالبحث عن محاور تتجاوز فلسطين وتتسبب في اختالف " المقاومة " ساحات مواقف الفلســطينيين أنفسهم منها. في المقابل، تتجدد مساع متواضعة الجتراح " حل الدولتين " في ظل تراجع " عملية السالم " حلول جديدة على صعيد تفعيل إذا لم يكن احتضاره. على الصعيد العربي، كان نضال الفلسطينيين في السابق يلقى احتضانًا واسعًا من النظام العربي الرسمي، وكان استمراره يحظى برعاية واسعة وإجماع شعبي فاعل. ولكن هذا الموقف، تراجع بشــكل كبير، في بعديه الرســمي والشــعبي، حتــى بات عــبء القضية األعظم يقع اليوم على كاهل الفلســطينيين وحدهم، في الضفة وغزة والقدس والداخل اإلســرائيلي وفي الشــتات والمهجر. فمنذ أحداث الربيع العربي، شــهدت البيئة العربية واإلســ مية انقسامًا حول مختلف

9

Made with FlippingBook Online newsletter