الفلســطينيين لترســيخ وجودهم والتصدي لسياســات التصفية اإلسرائيلية، كما يبقــى دخول غزة على خط المواجهة في القــدس مرهونًا بعدة عوامل، أبرزها حجم الحدث المقدسي وطبيعة الممارسات اإلسرائيلية التي أدت اليه، وظروف احتكام حماس إلى عالقاتها الخارجية وكذلك المطالب المعيشــية لسكان غزة، فقد أظهرت المواجهة األخيرة أن معادالت حماس قد تغيرت بعد تحفظها على التي خاضتها سرايا القدس وحيدة من غزة " وحدة الساحات " المشاركة في معركة . 2022 ساعة في شهر أغسطس/آب 50 واستمرت لمدة ومــن تداعيــات بقاء الوضع على ما هو عليــه، الوصول إلى حالة جمود على صعيد النضال في القدس، بفعل تصاعد القمع بحق المقدســيين وإحكام القبضة األمنية، في ظل انشغال التجمعات الفلسطينية األخرى في قضايا جانبية وهموم معيشية واستمرار انقسام الفصائل الفلسطينية وعدم لحظ أولوية القدس في برامج بعض قواها. الســيناريو الثاني: الوصول إلى حل سياسي توافقي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل إما بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران وعاصمتها القدس الشــرقية. ربما يخفف هذا الحل من المواجهة بفعل انســحاب إسرائيل مــن القدس الشــرقية، لتصبح خالية من الجيــش، لكن هذا الحل ربما ال يلقى موافقة من الفلســطينيين في المدينة وضواحيها في ظل ســيطرة االحتالل على القــدس الغربيــة وارتباط األحياء مع بعضها البعــض جغرافيًّا، وال يلقى موافقة فصائليــة ليكون ح ًل نهائيًّا للقضية الفلســطينية. ولكن في الوضع الراهن يبقى هــذا الخيــار بعيدًا، ألن توجهات اليمين المتطرف تطغى على مواقف الحكومة وإســرائيل تســعى لفرضها على األرض وتؤكد أن القدس عاصمة موحدة لها؛ ما يجعل مطلب الســلطة بإقامة دولة فلســطينية عاصمتها القدس الشرقية مطلبًا يصعب تحقيقه. أما خيار إقامة دولة فلسطينية على أجزاء معزولة من الضفة الغربية في إطار على أن تكون بلدة أبو ديس المقدســية عاصمة لدولة فلســطين " صفقة القرن " بدل القدس الشــرقية فهو أيضًا صعب التحقيق، وقد رفضته السلطة الفلسطينية، كون القبول بهذا الحل يعني التخلي عن القدس وقبول تقســيمها وموافقة على
108
Made with FlippingBook Online newsletter