النضال الفلسطيني

.) 2021 خاصة بعد الدالئل التي أظهرها تفاعلهم في معركة سيف القدس ( شهدت السنوات األخيرة اهتمامًا أكبر من الفاعلين الفلسطينيين في االستثمار في دور الخارج، نظرًا ألسباب تنافسية بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس. وزادت األخيرة من حضورها ونشاطها في الخارج بعد التقسيم القيادي الثالثي للحركة؛ حيث باتت قيادة الحركة المركزية تتألف من ثالث مناطق، غزة والضفة الغربية والخارج، والذي استلزم بناء تنظيميًّا في الخارج يوازي الحجم الهيكلي ). من جهة أخرى، فإن األفق المسدود لعملية 3 من 1 للخارج في قيادة الحركة ( التســوية فــي الداخل، مــع تعاظم إنجازات نضال الخــارج المدني في مجالي المقاطعة ونزع الشرعية عن االحتالل، جعل من الخارج مساحة يمكن الهروب باتجاهها من كافة األطراف. قد ال يكفي انســداد أفق مشــروع التسوية المتمثل ببناء الدولة في الداخل على أرض فلســطين من أجل اســتعادة دور الخارج، فالمسألة ليست حتميات تبادلية، وإنما حقائق سياســية وجيوسياسية وديمغرافية. إن استعادة دور الخارج مرتبط بشــكل وثيق بتحوالت السياسة الخارجية والحساسيات الوطنية المحلية للفاعــل األهم في الخارج وهو الدولة المضيفة التي ال تزال سياســاتها تحكم حــراك حوالي ثالثة أرباع فلســطينيي الخارج. وهذا يكتســب أهميته من كون شــرعية المشروع الوطني الفلســطيني محكومة باعتبار المكانة العددية للخارج الــذي يمثل حوالي نصف الشــعب الفلســطيني. وهذه المكانة ليســت عددية مجــردة، وإنمــا يمكن أن تتحول إلى فواعل ذات تأثير واســع في حال أتيحت الفرصة لتنظيمها. فالعدد الســكاني الفلســطيني الكبير الذي ال يزال في محيط " عسكري " فلســطين هو معادل ديمغرافي في األردن على األخص، وهو معادل في لبنان (وربما في ســوريا بعد تحولها لســاحة انتشار ميليشياوي نوعًا ما) في حال المواجهة مع إســرائيل لما تمتلكه البيئة هناك من خصوبة التطور في هذا االتجاه. أضف لكل هذا المعادل االقتصادي والمهني لفلسطينيي الخليج العربي والغرب. لذلك، فإن ما ينقص الخارج اليوم يبدو تنظيميًّا بالدرجة األولى. وقد ال يكفي فشل مسار التسوية وانسداد آفاقه في الداخل من أجل استعادة الخارج لدوره، وتبدو هنا تبادلية الدور بين الداخل والخارج، كما تتردد على ألسنة بعض القادة السياسيين، غير ذات صلة. فدور الخارج في السابق لم يقم بسبب غيابه

130

Made with FlippingBook Online newsletter