النضال الفلسطيني

، تُعتبر بحســب روحها وقوانينها ((( بســبب كونهم مواطنين في دولة إثنوقراطية دولة يهودية أقيمت لخدمة جميع يهود العالم وليس فقط اليهود المواطنين فيها، وفــي ذات الوقــت ترفض أن تكون دولة جميع مواطنيها وترى في ذلك تهديدًا لوجودها. ومن جهة أخرى، نظرًا لمواطنتهم في إســرائيل، لم يكن فلســطينيو الداخل جزءًا من المشروع الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير؛ إذ تعاملت هذه األخيرة معهم إجما ًل كمجموعة استثنائية لها خصوصيتها وفرادتها. وعلى الرغم للمنظمة إال أن ذلك لم يكن 48 من انضمام عشــرات األفراد من فلســطينيي جــزءًا من ظاهرة جماعية منتظمــة بل ظاهرة فردية، واكتفت أغلبيتهم بالتضامن من 48 مع منظمة التحرير دون االنخراط الفعلي فيها، وأصبح استثناء فلسطينيي تمثيل منظمة التحرير قائمًا رسميًّا، بعد قبول منظمة التحرير لحل الدولتين ومن ثم توقيع اتفاقيات أوسلو. االحتواء على أســاس " في هذا الواقع تشــكَّلت مكانة الفلســطينيين عبر : احتواؤهم في المواطنة اإلسرائيلية على أساس استثنائهم من المواطنة " االستثناء المعيارية اليهودية (كونهم فلسطينيين)، واحتواؤهم في الهوية القومية الفلسطينية على أســاس اســتثنائهم من تمثيــل منظمة التحرير، والحقًا مــن حل الدولتين بين " الحافة " (كونهم مواطنين إســرائيليين). هكذا، وجدوا أنفســهم يقفون على الحقل الفلسطيني القومي وحقل المواطنة اإلسرائيلية، فهم موجودون جزئيًّا في داخل أي منهمــا. في هذا الواقع المثقل " تمامًا " الحقليــن مــن دون أن يكونوا بشــكل عام إلى المناورة بين الحقلين، 48 بالتناقض والتوتر، ســعى فلســطينيو من أي منهما. " الطرد " اإلسرائيلي والفلسطيني، دون الخروج و وبدورها، كانت إســرائيل قد حوَّلت حدود الهدنة إلى حدود جيوسياســية سيادية ترسم حدودها، وحَل الخط األخضر حدًّا فاص ًل بحكم األمر الواقع محل . التزم مواطنو إسرائيل من الفلسطينيين 181 خطوط التقسيم التي جاءت في قرار بالعمــل وفق محددات الخط األخضر السياســية وأفرز هذا االلتزام مع الوقت اإلثنوقراطيــة هــي نظــام مبني على تفضيل مجموعة إثنية على أخــرى وتفصيل الديمقراطية على ((( مقاســها، وفي ســياق إسرائيل يعني تفضيل الجماعة اليهودية وتسخير الدولة ومؤسساتها ونظامها ، المركز " فلسطين / سياسات األرض والهوية في إسرائيل " لمصلحتها، انظر كتاب: أورن يفتاحئيل، . 19 ، ص: 2012 الفلسطيني للدراسات اإلسرائيلية، مدار،

139

Made with FlippingBook Online newsletter