النضال الفلسطيني

(القبول " األسرلة " طيفًا واسعًا من الخيارات المتناقضة، ما بين القبول والدمج و بالهوية اإلســرائيلية) وتقليص الهوية الفلسطينية إلى حدِّها األدنى (دين أو لغة) إلى " األســرلة " وتحويلها إلى مكون ثقافي ال سياســي. وما بين تقليص محدد حدوده الدنيا بوصفه شــأنًا بيروقراطيًّا، وما بين االنتماء الفلســطيني والحقوق القومية والهوية الجماعية التي تنطوي على ذلك، ســعت األغلبية إلى المناورة ما بين المواطنة والعمل على تحقيق الحقوق المرتبطة بها. ثانيًا: االنخراط بالعمل السياسي: لم يكن تحول الخط األخضر إلى حدود غداة إقامة إســرائيل، وانخراطهم بالعمل في 48 مرجعية سياســية لفلســطينيي الحقل السياســي اإلســرائيلي، نتاج مشــروع مخطط له، بل جاء نتاج عالقات القوة، والخوف من تكرار عمليات الطرد والتهجير وفي ظل إخضاعهم لعقدين من الحكم العســكري من قبل إســرائيل. تفاعلت ضرورات البقاء والخوف مع سياق القوة والرقابة، وانضفرت بحكم الحاجة في شبكة البيروقراطية المستحدثة اإلسرائيلية وبنيتها، وتَطوَّر الفعل السياسي عبر التفاعل مع محددات الحياة اليومية وشروطها في حدود الدولة الجيوسياسية المحددة بالخط األخضر للهدنة. وبرزت في هذه الفترة ثالثة تيارات أساسية ومتباينة إلى حد كبير في موقفها من الدولة والقضية الفلسطينية واألدوات النضالية: تيار الســلطة: الذي مثَّلته بشكل رســمي في الكنيست قوائم الظل العربية التابعــة لألحــزاب الصهيونيــة، ولعبت هــذه القوائم دورًا مركزيًّــا خالل فترة بين السكان الفلسطينيين وسلطة الحكم " وســيطًا " الحكم العســكري، وشكَّلت " مباي " العســكري. أقيمــت هذه القوائم مــن قبل األحزاب الصهيونيــة خاصة (الحزب الحاكم برئاســة بن غوريون)، وتشكلت حول زعامات عائلية ومخاتير وشــخصيات عشائرية بهدف تجميع األصوات لصالح األحزاب الصهيونية التي شــكلتها. تبعت قوائم الظل -التابعة لمباي- الحزب بكل قراراته بما في ذلك التي تتناقض مع مصلحة أبناء شــعبهم، كإلغاء الحكم العسكري. وعادة ما كان يجري التصويت من فلســطينيي الداخل لهذه القوائم من أجل تســيير األعمال الحياتية واليومية، ونتيجة لمشاعر الخوف التي خيَّمت حينها. أُقيمت هذه القوائم بأســماء والفتات مختلفة عشية كل معركة انتخابية للكنيست، واختير أعضاؤها ، وتغيرت أسماء القوائم " مبام " الحاكم أو حزب " مباي " ومُوِّلت من خالل حزب

140

Made with FlippingBook Online newsletter