النضال الفلسطيني

الداخــل تحت مظلة النظام القائم االســرائيلي في حــدوده. وعلى ضوء ذلك المحدِد تطورت المشــاريع السياســية والنضالية في الداخل على أساس سلمي وعلى أساس المواطنة من خالل االنخراط باللعبة السياسية التي حددتها القوانين اإلسرائيلية، وانطالقًا من حقل المواطنة مع السعي إلى تغييرها. ومنذ التسعينات، يمكــن أن نلحــظ المزاوجة الخطابية المثابرة بين الهوية الفلســطينية من جهة، والمواطنة المتســاوية من جهة أخرى. هــذه المزاوجة التي ظهرت براعمها في وعادت وطرحته القائمة التقدمية، وصل إلى ذروته مع " حركة األرض " خطاب والذي تحول " دولة جميع مواطنيها " لشعار " التجمع الوطني الديمقراطي " طرح وبصيغ مختلفة لخطاب األحزاب العربية في الكنيست. . األلفية الثالثة: بداية زعزعة الخط األخضر 3 إن كانت ســنوات التســعينات قد تشكَّلت على صدى االعتقاد بأن القضية الفلسطينية باتجاه التسوية على أساس حل الدولتين وفق حد الخط األخضر، فإن األلفية الثالثة تشكلت على صدى تراجع فرص التسوية وحل الدولتين، وشكَّلت بداية زعزعة الخط األخضر، الســيما 2000 االنتفاضة الثانية التي تفجرت عام وأنها عمَّت كامل فلســطين التاريخية، واستشــهد خالل أكتوبر/تشــرين األول . لقد أظهرت االنتفاضة أن طريق 48 ثالثة عشــر مواطنًا من فلســطينيي 2000 التســوية السياسية التي بدأت في أوســلو وصل إلى طريق مسدود، خاصة بعد أن شيدت إسرائيل جدار الفصل على طول الخط األخضر وأقامت فيه مسارب خاصة للمستوطنين لربطهم بداخل إسرائيل. تحول الجدار لمؤشر حدودي ذي رمزيــة عالية، فهو يؤشــر إلى الفصل بين فضاءين مختلفيــن فيه: عالم طبيعي ومحكوم عســكريًّا خارجه. لكن الجدار " مســتباح " مدني قبل الجدار، وعالم الذي فصل بين األراضي الفلسطينية وإسرائيل وفق ما أرادته إسرائيل، لم يغلق ، 67 التواصل بين المســتوطنين والمســتوطنات في األرض الفلسطينية المحتلة ، بل أقام شــبكة واســعة من الطرق لربطهما 48 بالمدن اإلســرائيلية في حدود معًا، وهو ما خلق واقعًا مزدوجًا للفلســطينيين واليهود. فالجدار يفصل حصريًّا . أما بالنسبة 67 بين الفلســطينيين في الخط األخضر والفلســطينيين في أراضي لليهود ســواء كانوا في المســتوطنات خارج الخط األخضر أو في مدن إسرائيل

148

Made with FlippingBook Online newsletter