النضال الفلسطيني

الذي هيمن إجما ًل على مر العقود، ((( ولكن االلتزام بنموذج الخط األخضر بــدأ يتزعزع تدريجيًّا في العقدين المنصرمين على خلفية التوســع االســتيطاني للمشــروع الصهيوني، والتقليص الممنهج لحيز المواطنة لفلســطينيي الداخل، فــي موازاة ترســيخ الفوقية اليهودية ما بين النهر والبحــر وإقامة نظام أبارتهايد التي " هبَّة الكرامة " بحكم األمر الواقع. هذه الزعزعة انعكست إلى حد كبير في ، والتي يمكــن النظر اليها لحظة فارقة في 2021 امتــدت بيــن النهر والبحر عام سيرورة تطور النضال الفلسطيني ووجهته. هذه الزحزحة تقابلها قوى معاكسة من فلسطينيي الداخل تسعى إلى حفظ نموذج الخط األخضر وتصليبه من جديد عبر الســعي إلى االندماج في البنية اإلســرائيلية القومية القائمة وتقديمه على أولوية القضية الفلسطينية والخطاب القومي.

مرتبط، " ضياع البرادايم " انهيار نموذج الخط األخضر أو كما يسميه عالم االجتماع، إيان لوستك، ((( بحســبه، بثالثة عوامل أساســية أدَّت، برأيه، إلى ضياع فرصة حل الدولتين. يتمثَّل األول في أن ، قادها فائض القوة إلى توســيع " الجدار الحديدي " فكرة " تحقيق " إســرائيل، وفي إطار ســعيها لـ المتحقِّقة إلجراء " اإلنجازات " مطالبها وتبنَّت سياســة التوســع اإلقليمي بد ًل من االســتفادة من ، التي " الهولوكوســت " . الثاني: يتمثل فيما يُطلق عليه نزعة " النــزاع " مفاوضــات تــؤدي إلى حل تدفع اليهود إلى الشــعور الدائم بالتهديد والخوف وعدم الثقة باألمم، وهذا ما يجري توظيفه في كلمة قاســية إسرائيليًّا. " التســوية " تعظيم الخوف من العرب والحقد عليهم؛ األمر الذي جعل من أما العامل الثالث الذي تسبَّب في موت حل الدولتين، فيتمثل في الدعم األميركي المُطلق لدولة إسرائيل، بسبب قوة اللوبي الداعم إلسرائيل في الواليات المتحدة األميركية؛ حيث أدَّى ذلك إلى في سبيل الحل، وكذلك، فهمت إسرائيل " تنازالت " امتناع األخيرة عن الضغط على إسرائيل لتقديم أنها بمقدورها تمرير مشاريعها دون أن تؤدِّي إلى المساس بعالقتها بالواليات المتحدة.

157

Made with FlippingBook Online newsletter