وبشــكل أخص في الجزئيات ذات البعد الديني أو القومي، مثل: قضية القدس أو االســتيطان فــي الضفــة الغربيــة. إن بُعد األمن محل إجمــاع عند مختلف التيارات اإلســرائيلية، وإن اختلفت منطلقاته والنظرة لمآالته، ويعتمد على القوة العسكرية والقدرة على سحق العدو انطالقًا من فكرة أن الفلسطينيين لن يرضوا الجدار " باالستعمار الذي تقوده الحركة الصهيونية في أرض فلسطين وفق نظرية ، التي أصَّل لها جابوتينسكي، أحد أبرز منظري الصهيونية وأبو اليمين " الحديدي . وهذا يعني أن النظرة األمنية لم تكن حكرًا على اليمين بل كذلك ((( اإلسرائيلي على اليسار اإلسرائيلي، وإن كانت هناك منطلقات إضافية تقود هذا األخير. ، على أن 1923 تقــوم فكــرة جابوتينســكي، وفق مقاله الــذي كتبه عــام الفلسطينيين (كأصحاب بالد أصليين)، لن يرضوا بالوجود الصهيوني في أرض فلســطين، كحال أي شعب تحت االســتعمار، وبالتالي ال يمكن المراهنة على التعامل معهم باإلقناع والمحاورة بل يجب أن يقتنعوا أن إسرائيل قوة ال يمكن . فهو يرى أن العامل األساسي في تحقيق ((( هزيمتها، وأن يخضعوا لهذا المنطق المشــروع الصهيوني ألهدافه، هو إخضاع الفلســطينيين، وعندها فقط يمكن أن يصل العرب والفلســطينيون إلى قناعة أن إســرائيل قويــة وال يمكن هزيمتها، وعندهــا يمكــن التفاوض معهــم حول حقوقهم. ولكن وفق آفي شــ يم (من المؤرخين اإلســرائيليين الجدد)، فإن اســتخدام القوة وفرضها، كان هو التوجه . وإن كان التوجه اإلسرائيلي المرحلي وخصوصًا ((( الدائم للقيادات اإلســرائيلية لدى بعض قيادات اليســار، كان نحو قبول تســويات ســلمية ولكن على قاعدة إدارة الصراع وتحكيم المصالح اإلسرائيلية وفق قاعدة الربح والخسارة من دون تنــازالت أيديولوجية، بــل مع تثبيت هذه األخيرة والتأكد من حفظ تفوُّق القوة والسيطرة اإلسرائيلية. هذه السياســات التي كانت مؤسسة للمشروع الصهيوني، ال يمكن قراءتها (1) Avi Shlaim , The iron wall : Israel and the Arab world ( U . K , Penguin , 2015 ). 1923 معهد جابوتينسكي في إسرائيل، " عن الجدار الحديدي نحن والعرب " زئيف جابوتينسكي، ((( https : //bit . ly/3vAKOhT :) 2022 كانون األول / ديسمبر 1 (تاريخ الدخول: (3) Shlaim , The iron wall .
163
Made with FlippingBook Online newsletter