النضال الفلسطيني

السياســي كان مفروضًــا عليها من جهة، ومحدودًا لهم مــن جهة أخرى؛ فهو مفروض على إســرائيل كي تســتمر في ادعاءها أنها ديمقراطية، وألنها لم تعد تســتطيع تجاهل وجود تنظم سياســي للفلســطينيين في الداخل، وهو محدود ألنهم لم يكونوا شــريكًا شــرعيًّا كام ًل في صنع القرار السياســي، حفاظًا -من قبل إســرائيل- على يهودية الدولة وتخوفًا من انتظام فلسطينيي الداخل سياسيًّا على أســاس وطني. وبذلك فقد كانت السياســات اإلســرائيلية تجاه المشاركة " حركة األرض " السياســية لفلســطينيي الداخل مضبوطة، فمنعت حركات مثل ) وغيرها من المشــاركة في الكنيســت، وضيقت على بعضها وألجمت 1958 ( عملها السياســي خارج الكنيســت مثل حركة أبناء البلد، كما ســمحت ألخرى بالعمل السياســي فــي مراحل زمانية مختلفة، إذ فرضــت متغيرات كل مرحلة على إســرائيل تعام ًل مختلفًا مع العمل السياســي لفلسطينيي الداخل. فالسماح لفلسطينيي الداخل بالمشاركة السياسية وخصوصًا في الكنيست اإلسرائيلي جاء للتنفيس السياسي وضبط العمل السياسي الفلسطيني في إسرائيل. وقد وجد بعض السياســيين اإلسرائيليين في مشاركة العرب بالسياسية أداة أو ورقة قابلة لالســتغالل والتوظيف السياسي سواء في التعامل مع " للتدجين " الخارج أو مع ما تفرضه إكراهات االصطفافات السياسة اإلسرائيلية. ورغم هذا ال يمكن عزو العمل والمشاركة السياسية لألحزاب العربية في الداخل ألجندات دورها السياسي الفلسطيني " تفرض " إســرائيلية، فقد كانت قوى سياســية عربية لذاتــه، وذلك بســبب قوة انتظامها وقدرتها علــى المناورة ضمن الهامش الذي وضعته الســلطات اإلســرائيلية، وثقة عدد من الناس بها، وهــذا تُرجم بعملها السياســي وبمشــاركة بعضها في الكنيست ضمن هدف تسعى من خالله لحمل قضايا الناس والتأثير هناك وفقًا لرؤيتها. رغــم حالة اإلقصاء السياســي وحتى المالحقة السياســية للعمل الوطني الفلســطيني في الداخل، كانت مرحلة أوســلو مرحلة فارقــة في تحوُّل العمل السياســي لفلســطينيي الداخل، خصوصًا أولئك الذين يشــاركون في الكنيست ) باالعتماد 1995 - 1992 . فقــد قامت حكومة إســحاق رابيــن ( ((( اإلســرائيلي تشــارك بعض األحزاب العربية في انتخابات الكنيســت اإلسرائيلية، من هذه األحزاب والحركات (((

169

Made with FlippingBook Online newsletter