لليميــن األيديولوجــي بمعناه القومي، هناك اليمين القومــي الديني، وهذا أكثر راديكالية في مواقفه الرتباطه بخلفيات دينية تعزز االســتيطان في الضفة الغربية والقــدس، ويؤمــن ببناء الهيــكل وغير ذلك من المضاميــن التي تجعله يؤجج الصراع ويتخذ سياســات تجعل من الصعب على الفلســطينيين اتخاذ سياسات مهادنة معها، وتؤثر على اإلطارين الشعبي والرسمي الفلسطيني وشكل نضالهم. هذا البعد األيديولوجي صاغ التوجه اإلسرائيلي في نهاية السبعينات والثمانينات )، ومجمل 1987 ) واالنتفاضة األولى ( 1982 فكانت نتائج سياساته حرب لبنان ( . وهذا اليمين يعود مجددًا 2000 الحروب في غزة في العشــرية الثانية من عام للسلطة وفي جعبته خطط متعددة يمكن أن تؤجج الصراع من جديد. هذا العامل كان مهمًّا في صياغة المحدد الثاني: عامل الربح والخســارة: سياســة إسرائيل وتحديد الخيارات على أجندتها بخصوص القضية الفلسطينية، ويمكن رؤية ذلك من خالل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وحصل ذلك عندما أصبح القطاع عبئًا على اإلســرائيليين، خصوصًا أن القطاع ال يحمل أي معالم تاريخية، أيديولوجية صهيونية أو دينية يهودية في الوعي الجمعي اليهودي لتجعل مــن اســتيطانه والبقاء فيه هدفًا أيديولوجيًّا لذاته. والــذي قام بهذه الخطوة في حينه هو شارون وكان معروفًا بتشدده اليميني ورفعه للواء االستيطان. كما يمكن رؤية حســابات الربح والخسارة من خالل توجه إسرائيل للخيار التفاوضي بعد الذي جاء بعد إدراك القيادة اإلسرائيلية وخصوصًا 1987 االنتفاضة األولى عام العمَّالية، حزب العمل في حينها، أن االستمرار في حالة حرب ونزاع دائمين غير ممكن تحمله من قبل اإلســرائيليين. فكانت نتيجة الحســابات أن تحقيق اتفاقية ســ م هو الخيار األمثل وهو ما كان من خالل اتفاقية أوســلو. حسابات الربح والخســارة هذه ســاهمت في سياســة إقصاء الرئيس ياسر عرفات عن السلطة، ألنه وفقًا لإلســرائيليين لن يكون مفيدًا للتطلعات والتوجهات اإلســرائيلية إبَّان .) 2000 االنتفاضة الثانية ( يبقى المحدد األمني عام ًل أساســيًّا في بناء المحــدد الثالث: هــو األمن: الســلطات اإلسرائيلية لسياساتها تجاه الفلســطينيين وكذلك محيطها اإلقليمي، ويعود ذلك لعقيدة جابوتينسكي القائلة بالحائط الحديدي. ويرتكز البعد األمني على ثالثة محاور: التفوق األمني، والســيطرة األمنية، واالســتقرار األمني. في
179
Made with FlippingBook Online newsletter