النضال الفلسطيني

. ثم انتكس المســار بشــكل كبير بعد تصعيد إســرائيل 2000 األقصى في العام وانخراط الفلســطينيين في الضفة في مواجهات مســلحة، خاصة بعد محاصرة ، 2004 و 2002 الرئيس الفلســطيني، ياســر عرفات، داخل المقاطعة بين عامي ، 2005 . في العام 2004 قبل وفاته في ظروف غامضة في نوفمبر/تشرين الثاني تولى محمود عباس (أبو مازن) رئاسة السلطة الفلسطينية، إلى جانب قيادة منظمة تولي إســماعيل هنية رئاســة حكومة 2006 التحرير وحركة فتح، أعقبه في العام وحدة وطنية بعد فوز حركة حماس بأغلبية المقاعد في االنتخابات التشــريعية. ولكن تلك الحكومة لم تُعمر طوي ًلً؛ إذ اندلعت في غزة مواجهات بين السلطة الفلســطينية وحركة حماس انتهت بســيطرة حماس على غزة، متمسكة بالخيار العسكري للنضال الفلسطيني، ودخلت بعد ذلك في سلسلة حروب مع إسرائيل ). أما في الضفة الغربية، فقد 2023 ، 2022 ، 2021 ، 2019 ، 2014 ، 2012 ، 2008 ( اســتمرت السلطة الفلســطينية في التنسيق مع إسرائيل وتنفيذ ما يليها من اتفاق أوسلو، خاصة في جوانبه األمنية، وأسقطت بذلك خيار المقاومة المسلحة، في حين استمر تمدد االحتالل وتوسيع هيمنته على األرض وفرض حقائق جديدة، واستمر انزياح المجتمع اإلسرائيلي نحو اليمين والتشديد على يهودية الدولة. باتفاق أوسلو، نجح الرئيس عرفات في نقل النضال الفلسطيني إلى داخل أراضي فلســطين االنتدابية وحاول إبان قيادتــه الجمع بين المقاومة والتفاوض في سياق عملية سالم. لكن هذا المسار انتهى بالسلطة الفلسطينية، ومن ورائها منظمــة التحرير، بقيــادة الرئيس محمــود عباس، إلى نبذ المقاومة المســلحة واالستمرار في التفاوض بغض النظر عن نتائجه. في المقابل، تعززت المقاومة حماس في غزة، بالتعاون مع باقي فصائل المقاومة. " سلطة " المسلحة تحت سياســيًّا، انتهت هذه المرحلة بانفصــال غزة عن الضفة وأصبحت القضية الفلسطينية برأسين ومسارين متناقضين. وباتت السلطة الفلسطينية، التي كان من المفترض أن تكون انتقالية تقود إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، هدفًا مطلوبًا لذاته. المرحلة الثالثة: شهدت عملية السالم في السنوات األخيرة جمودًا كامًلً، . وتراجعت القضية الفلسطينية على سلم األولويات العربية 2014 خاصة منذ عام

18

Made with FlippingBook Online newsletter