التجزئة، الســيما مع تعدد ساحات النضال الفلسطيني ومجاالته. وهذه األسئلة ذاتها تتردد وينعكس صداها على مواقف الدول المعنية بعملية الســ م، السيما العربيــة منهــا، والتي من المفترض أن تكون الحاضنة الرئيســية للفلســطينيين وقضيتهــم. وهذا الســياق مؤثر على خيارات الفلســطينيين وعالقاتهم بعضهم ببعــض. لذلــك فإن أبــرز تطورين يمكن مالحظتهما من حيــث تأثيرهما على النضال الفلسطيني، هما: السياق العربي وتجزؤ الساحات الفلسطينية. . السياق العربي والتطبيع مع إسارئيل 2 ال يمكــن فصــل المراحل التي مر بها النضال الفلســطيني عن التحديات والظروف الدولية واإلقليمية كأحد العوامل المؤثرة؛ ألن النضال الفلسطيني، بقدر ارتباطه بالشــعب الفلسطيني، فإن قدرته على االستمرار وضبط سقوفه وتنازالته تعتمد أيضًا على الســياق العربي بشــقيه، الشعبي والرسمي. فالبيئة العربية تظل في نهاية المطاف هي الحاضن اإلقليمي األســاس للشــعب الفلسطيني، الجئين وقضية وهوية ومصيرًا. الســياق العربي: اســتقر الموقف العربي في عمومه على االلتزام بمبادرة . وتشــترط المبادرة تحقق 2002 الســ م العربيــة التي أُعلنت فــي بيروت عام ) وانسحاب إسرائيل من 67 حل الدولتين (إحداهما دولة فلســطينية على أرض الجوالن الســوري وبقية األراضي العربية قبل التطبيع الكامل مع إسرائيل. وقد شكَّل هذا الموقف ح ّل وسطًا بين الدول العربية التي كانت تصنف وفق عنوانين: ومن أبرزها ســوريا، التي تؤيد استمرار النضال المسلح وتدعو " دول الممانعة " إلى دعم قوى المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد وغيرهما. في المقابل، وأبرز دوله السعودية ومصر واألردن، " االعتدال العربي " هناك ما يعرف بمحور التي تميل لدعم مسار أوسلو الذي تقوده السلطة الوطنية الفلسطينية. لقــد شــكَّلت المبادرة، بطرحها المرن، ضابطًا لطرفــي المعادلة، حتى إن مســار التطبيع الذي كانت قد ســبقت إليه دول مثل مصر واألردن بدأت وتيرته تتراجع نســبيًّا، في حين بدت القوى الموصوفة بالممانعة أكثر تفهمًا لمقتضيات المبــادرة. وكانت الســمة األبرز للتدخل العربي طبيعتــه الظرفية، مثل مبادرات مصر أو األردن للتوسط بين المقاومة واالحتالل أثناء دورات التصعيد والحروب
20
Made with FlippingBook Online newsletter