ويبدو أن سياســة المحافظة على الوضع القائم ســتطول نسبيًّا، السيما إذا مــا أخذنا الموقف األوروبي باالعتبار، الفاعل الدولي الثاني بعد واشــنطن في عملية الســ م، فهي ليســت بعيدة في الجملة ومن الناحية العملية عن مآالت الموقــف األميركــي، وإن كانت تبدي إصرارًا أكبر على حل الدولتين وبوضوح أكبــر. فاالتحــاد األوروبي ال يزال يلتزم بحل الدولتين وبالقرارات الدولية التي قامت عليها عملية الســ م، لكنه لن يتورع عن الدفع في اتجاه تقديم تنازالت لإلسرائيليين تكون بإقرار من الفلسطينيين أنفسهم، من ذلك تبادل األراضي مث ًل بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتكمن أهمية الدور األوروبي في أن كثيرًا من اإلجراءات اإلسرائيلية تلقى رفضًا دوليًّا بسبب عدم إضفاء األوروبيين الشرعية عليها، وهم لم يضفوا الشرعية ألنها مخالفة للقــرارات الدولية مثل تلك التي تنص على " صفقة القرن " علــى ) أو تلك الخاصة 242 (القرار 1967 انسحاب إسرائيل من األراضي المحتلة عام )، وهكذا. 194 بحق العودة لالجئين الفلسطينيين أو التعويض (القرار والخالصة بخصوص الموقف الغربي هنا وَصِلَته بالسياق العربي، أن اتفاق أوسلو بذاته لم يعد محل إجماع غربي أيضًا كما هو الشأن العربي، كما ال يبدو كثير من مفاعيل صفقة القرن أيضًا محل إجماع غربي. مع التنويه إلى أن التجربة أثبتــت، وخاصــة مع إدارة ترامب، أن الموقف األوروبي ال يكون فعا ًل أو قويًّا . وهذا التردد ((( " عملية السالم " بشكل كاف إال بالتكامل مع الدور األميركي في الغربــي بيــن االتفاقين يعزز من بقاء االتفاقين على الطاولة في الســياق العربي واستمرار االتجاهين، اتجاه أوسلو واتجاه صفقة القرن. وهــو ما أكدته عمليًّا قمة جامعة الــدول العربية التي انعقدت في الجزائر واستمرار " إبراهام " . فرغم توقيع اتفاقيات 2022 في بداية نوفمبر/تشرين الثاني نشــاطات التطبيــع في إطارهــا أو في ظلها فقد أعادت القمــة االعتبار للقضية الفلسطينية، وأكدت على أولويتها وعلى دعمها بوصفها قضية العرب المركزية؛ والمبادرة العربية 2002 حيــث دعت القمة إلــى العودة لمقررات قمة بيــروت ينظر: أديب زيادة، الموقف األوروبي من القدس في ضوء صفقة القرن، دورية سياســات عربية، ((( وما بعدها. 51 ، ص 2020 آذار / ، مارس 43 العدد
25
Made with FlippingBook Online newsletter