النضال الفلسطيني

عــن االقتصادية؛ فهم جميعًا يعانون على الصعيد االقتصادي ســواء في الضفة أو غزة أو في دول الشــتات. وحتى في الداخل، يعاني الفلســطينيون من التمييز ومن انتهاكات مستمرة لحقوقهم القانونية واالقتصادية واإلنسانية. ويزداد المشهد تعقيدًا مع االتجاه المتزايد في إسرائيل نحو اليمين الصهيوني والديني المتطرف والجنــوح أكثر نحو إنكار االعتراف بالفلســطينيين، شــعبًا ودولة، وكأنهم غير موجودين. وال يبدو أن ما تشهده إسرائيل من خالفات داخلية حادة ومظاهرات بلغت ، في سياق انقسام حول روح الدولة وهويتها (التعديالت 2023 ذروتها في ربيع القضائية أو االعتراض على نتنياهو واليمين)، ســيمس القضايا األساســية التي يطمح إليها الفلســطينيون. ولن يغير ذلك كثيرًا من واقعهم، وليس من المتوقع أن يكون كافيًا إلطالق عملية سالم حقيقية تلبي المطالب األساسية للفلسطينيين، مثل األرض والموارد واالستقالل وغيرها. بل ربما يزيد هذا الواقع من التحديات أو أي تسوية أخرى. عمومًا، " عملية الســ م " واألعباء على الفلســطينيين وعلى ينعكس هذا المشــهد المعقد على نضال الفلسطينيين ويدفعه في اتجاهات عدة لم يعرفها بهذا الوضوح سابقًا، وأهم تلك االتجاهات: أو ًلً: خيار الدولة الواحدة: كل القوى الفلسطينية تردد أن حل الدولتين لم يعد ممكنًا وواقعيًّا. ورغم أن السلطة تدعو الستنقاذه وتبدي تمسكها بأوسلو، إال أن الوقائع التي فرضتها إســرائيل وعملت صفقة القرن على ترسيخها، أصبحت عائقًا أمام هذا الحل، وســببًا للتشــكيك في جدواه وفي خيار التســوية عمومًا. والواقع نفســه يعكس يأسًــا فلســطينيًّا من حل الدولتين لعدة أسباب؛ ما يعزز بكل أنواعها، لتشمل الشعب الفلسطيني بمختلف " المقاومة الفلسطينية " استمرار قواه في عموم فلسطين التاريخية وحيثما كان ذلك ممكنًا، وكأن ال عملية سالم موجودة البتة. من جهة ثانية، يفتح هذا الواقع النقاش حول خيار الدولة الواحدة وضــرورة أخذه بعين االعتبار ووضعه على الطاولة. فالخطاب الحقوقي الغالب على النضال الفلســطيني في كل ســاحاته يعزز هذا االتجاه، والمسألة الحقوقية حاضرة في خطاب فلسطينيي الشتات والداخل وحتى في القدس، وعلى اختالف انتماءاتهم الحزبية والفكرية. يركز هذا الخطاب على حماية الحقوق وإدانة نظام الفصل العنصري ويطالب بالمساواة دون تمييز بعضها عن بعض. وهذا الخطاب

34

Made with FlippingBook Online newsletter