النضال الفلسطيني

يلقى تفهمًا أكبر في الخارج ولدى المؤسسات الدولية. وحتى في غزة، هناك من ورغم وجود القطاع " المقاومة المسلحة " يحمل هذا الخطاب، رغم غلبة خطاب على خط المواجهة المفتوحة مع االحتالل. وفي الضفة الغربية أيضًا، حيث ال طابعًا أكثر " المقاومة " تزال العمليات العسكرية مستمرة ومتصاعدة، وحيث تتخذ شــعبية، وميدان عملها قد يمتد إلى أرض فلســطين التاريخية. هذه التوليفة من النضال بأســاليبه المتنوعة تخدم أكثــر، أو تتجه أكثر نحو خيار الدولة الواحدة من حيث مضمون النضال الفلسطيني، سواء أكان عسكريًّا أو حقوقيًّا أو شعبيًّا. أما إســرائيل التي ترفض خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية، فهي تســلم بجوهــر الفكرة عمليًّــا، بإصرارها على أال يكون للفلســطينيين إال حكم ذاتي محدود تحت مظلة إســرائيلية مهيمنة. وهذا الطرح يتجاهل الســ م سواء أكان على أساس دولة أو دولتين، سواء على قاعدة أوسلو أو في إطار صفقة القرن، ألن إســرائيل عمليًّا أفرغت األول مــن مضمونه وتتصرف بمضمون الثاني كما تشاء، والمسألة بالنسبة إليها لم تعد تحررًا من االحتالل بل تنظيمًا للعالقة معه. وحتى الحديث المستمر عن خيار الدولتين من قبل السلطة الفلسطينية، يبدو أنه يتجه عمليًّا نحو المطالبة بتعزيز حكم ذاتي، خاصة أن السلطة باتت واقعيًّا أقرب إلى سلطة بلدية بصالحيات محدودة وال أمل كبيرًا في أن تصبح دولة. ثانيًا: النزوع نحو سياسة فلسطينية متعددة األبعاد إن تعدد الســاحات الفلسطينية واختالف أولوياتها وتناقضها أحيانًا، فض ًل عن تناقض برامج القوى الفلســطينية نفســها، كما هو الشــأن بين غزة والضفة، وبين فلســطينيي الداخل اإلســرائيلي مع غيرهم، أو الشتات مع غيرهم، يفرض متعددة األبعاد. سياسة تبرر أساليب " سياســة نضالية " على الفلســطينيين اعتماد النضال المختلفة دون تجاوز التناقضات التي يفرضها الواقع وما يمكن أن ينتج في غزة ومهاجمته " السنوار " عنها من تداعيات. مثال ذلك ما حصل مع تصريح قادة الحركة اإلســ مية الجنوبية في الداخل اإلســرائيلي. ففلســطينيو الداخل يســتهدفون من انخراطهم في السياسة اإلســرائيلية تيسير شؤون حياتهم اليومية وحماية مجتمعهم من الذوبان رغم تناقضه مع توجه بقية الساحات الفلسطينية. إن تعدد أبعاد النضال الفلســطيني يبدو أمرًا واقعًا في تاريخ الفلســطينيين، وقد

35

Made with FlippingBook Online newsletter