النضال الفلسطيني

سار جنبًا إلى جنب مع الخالفات وحتى الحروب بينهم. وكان من أبرز محطاته الحديثة االنقســام بين غــزة والضفة؛ حيث تتنازع أولويــة المقاومة مع أولوية عملية السالم. وقد استمر هذا االنقسام رغم كل محاوالت التهدئة ورغم تعدد مبــادرات الوســاطة والجمع بين طرفيه. هذه التعدديــة يمكن رصدها حتى في خطاب الفصيل الواحد والحركة الواحدة. فميثاق حماس، على سبيل المثال، أقر ، دون أن يقر بالتنازل عن بقية األرض. 67 بإقامة دولة فلســطينية على أراضي فــي المقابــل، ال يزال خطاب النضال ضد االحتالل فــي حركة فتح حيًّا رغم انخراطها في عملية الســ م. ورغم التناقضات السياســية التي تشــق فلسطينيي الداخل اإلســرائيلي، واختالف الســياقات التي تفصلهم عن بقية الساحات، ال يزال الخطاب الوطني الفلسطيني جسرًا متينًا يربطهم بها، ويربط قواهم المختلفة بعضها ببعض. مــن تداعيات هذه الدينامية الجديدة في الوســط الفلســطيني عودة قوى فلسطينيي الداخل أحيانًا لتصدر المشهد الفلسطيني العام، وتعزيز حضورهم في عــدة مواجهات وطنيــة، خاصة تلك التي ترتبط على وجه الخصوص باألقصى أو بالقــدس. وكذلــك عند الحديث عن تراجع أو تعــذر تحقيق حل الدولتين وتقــدم الحديث عن الدولة الواحدة، حيث يتقدم الخطاب الحقوقي. فهم، إلى جانب فلسطينيي الشتات، يشكلون النموذج الحي لهذا الخطاب ويمنحونه القوة والمشروعية. ثالثًا: االتجاه الشعبي نحو مقاومة عابرة لألحازب إن تجربة المجموعات الجديدة التي ظهرت، مثل عرين األسود ومجموعة مــن الكتائب األخرى في جنين ونابلس ومخيــم بالطة، التي لم تعلن انتماءها إلى أي من التنظيمات الفلسطينية المعروفة، استطاعت أن تسد فجوة في الضفة الغربية لم تســتطع التنظيمات الفلســطينية التقليدية ســدها، بسبب الصراعات واالنقســامات. فالمقاومة المسلحة والفصائل المتمسكة بها محظورة في الضفة الغربية، ومحاصرة بفعل التنســيق األمني بين الســلطة الفلســطينية وإســرائيل. وقد نجحت هذه المجموعات في ضم شــرائح مختلفة من جمهور التنظيمات الفلســطينية إلى صفوفها، ووفرت وعاء لألجيال الجديدة الســتمرار المقاومة،

36

Made with FlippingBook Online newsletter