جديــدة خاصة فــي غزة، إلى جانب الظروف السياســية التي خلقها تراجع مد الربيع العربي، ومنها ســعي الحركة لموازنة إســرائيل بالقدرة على تهديد عمقها أو تكبيدهــا خســائر لو فكرت بغزو غزة، دفــع الحركة مجددًا إلى التقارب مع إيران ومحورها. وقد بلغ هذا المســار ذروته بعد إعالن قيادات فلســطينية من ، ومنها حماس، أنها جزء من محور المقاومة في المنطقة. واتجهت " المقاومــة " " وحدة الســاحات " إلى تكريس 2023 فــي المواجهة األخيرة، خــ ل رمضان ، خاصة عندما تعلق " الجبهات " الفلسطينية في مواجهة االحتالل، وكذلك وحدة األمر بالقدس واالعتداء على المسجد األقصى. ، أُطلقت 2023 أبريل/نيسان 7 في تلك المواجهة، التي جرت مع غزة، في عشــرات الصواريخ من جنوب لبنان، وبضعة صواريخ أخرى من الجوالن، في تهديد بتوســيع رقعة الصراع ليشــمل عموم المنطقة. وقد أرجع الســنوار، في سوريا " أحد أهم تصريحاته، السبب في نجاح المقاومة إلى إيران وحزب الله و . والجدير بالذكر أن اتجاه وحدة الساحات الفلسطينية كانت بادرته األولى " األسد ، حيث اتســع نطاق المواجهات حينَهَا ليشــمل عموم 2021 في هَبَّة القدس عام أراضي فلســطين التاريخية. أما إطالقه ليشمل جبهات عربية أخرى، فقد تجلت ، التي أطلقت " الفجر الصادق " في عملية 2022 بعــض مالمحه في مواجهة عام . " وحدة الساحات " عليها حركة الجهاد اإلسالمي اسم خاتمة انتهت تجربة أوســلو فلســطينيًّا إلى تكريس ســلطتين: السلطة الفلسطينية الشــرعية في الضفة الغربية، وســلطة غزة. وانتهت عربيًّا إلى تكريس منطقين: منطــق فلســطيني يريد ربط تطبيع العرب مع إســرائيل بمصلحة الفلســطينيين باعتبارها المصلحة العربية العليا، ومنطق آخر لدى دول عربية عدة، يريد إدخال مصالح وطنية عربية في معادلة السالم إضافة إلى مصالح الفلسطينيين. وستشكِّل هذه المعادلة عبئًا كبيرًا على الدبلوماسية الفلسطينية وعلى أداء السلطة السياسي، وكذلك على أداء القوى الفلسطينية األخرى، السيما في غزة، ألنها جميعًا تعاني من االنقســام وتواجه غموضًا عربيًّا يصعب توقعه في ظل تعدد مصالح الدول العربية وتناقضها أحيانًا، سواء مع بعضها أو مع مصالح الفلسطينيين.
38
Made with FlippingBook Online newsletter