النضال الفلسطيني

وقد أحدثت حكومة لبيد/بينيت السابقة في آخر عهدها تغييرًا حذرًا على تعاطيها مع قطاع غزة، حيث ســمحت لعشــرين ألفًا من الغزيين بالعمل داخل إســرائيل في محاولة لتحســين األوضاع االقتصادية بشكل محدود؛ حتى يكون لغزة ما تخسره إن اختارت التصعيد. لكن ذلك لم يؤثر على تصميم إســرائيل على إحباط أية محاولة من قبل حماس لربط فعلها المقاوم في غزة بممارسات االحتالل في الضفة الغربية وقطاع االستيطاني " غزة؛ لما ينطوي عليه التسليم بهذا الربط من مخاطر على المشروع ، ومكانة إســرائيل اإلقليمية وقوة ردعها. وهذا ما يفســر عدم تردد " والتهويدي في قطاع " الجهاد اإلسالمي " الحكومة السابقة في شن حملة عسكرية ضد حركة غزة عندما هددت بشن عمليات من القطاع في حال لم تفرج إسرائيل عن أحد قادتها في الضفة؛ حيث اغتال االحتالل في هذه الحملة عددًا من قيادات الجهاد العسكري للجهاد. ومما ال شــك فيه أن انطالق الحكومة اإلســرائيلية الجديدة بقيادة بنيامين ) التي تشارك فيها قوى اليمين الديني المتطرف، سيزيد 2022 نتنياهو (في نهاية من فرص انخراط غزة في مواجهات مع إسرائيل. وعلــى الرغم من أنه ال يوجد ما يؤشــر علــى أن الحكومة الجديدة معنية بإحداث تحول على نمط التعاطي الحالي مع قطاع غزة القائم على محاولة شراء الهدوء عبر تحســين محدود لألوضاع االقتصادية، فإن سياســاتها في الساحات األخرى قد تجبر غزة على االنخراط في مواجهات جديدة مع إسرائيل. فقوى اليمين الديني المشــاركة في الحكومة الجديدة تســعى إلى حســم الصراع مع الشــعب الفلســطيني وليس إدارته، كما كانت عليه األمور في عهد الحكومات الســابقة. وســيفضي هــذا الواقع إلى تعاظم فــرص ميل الحكومة الجديدة للتصعيد في ساحات: الضفة الغربية، القدس، فلسطينيي الداخل. وفي حال طبقت األحزاب المشــاركة في االئتالف الجديد تعهداتها المتعلقة بأنماط التعاطي مع المســجد األقصى واالستيطان والتهويد وملف األسرى في سجون االحتالل وفلسطينيي الداخل، فإن هذا يزيد من فرص اشتعال مواجهات ستكون غزة مجبرة على االنخراط فيها.

76

Made with FlippingBook Online newsletter