جرَّاء العمليات الحربية اإلسرائيلية وتدهور األوضاع االقتصادية واإلنسانية التي تتفاقم بعد كل حرب وجولة تصعيد، وكذلك الدمار الواسع الذي يلحق بالمنازل والمرافق العامة والبنى التحتية؛ حيث إن موازين القوى لصالح إســرائيل وآلتها الحربية ذات القدرة التدميرية الكبيرة دون أن يكون لحماس والفصائل األخرى في المقابل قدرات عسكرية رادعة؛ فض ًل عن البيئة الداخلية واإلقليمية والدولية السائدة حاليًّا التي ال تساعد على دفع االحتالل إلى إعادة تقييم أسلوب تعاطيه مع القطاع. وهذا ما يفسر حقيقة أن اتفاقات التهدئة غير المباشرة التي تتوصل إليها حماس وإسرائيل برعاية مصرية تعالج بعض مظاهر الحصار دون أن تتعاطى مع تحدي إعادة إعمار ما دمَّره االحتالل. وعلى صعيد مصلحة عموم الشعب الفلسطيني؛ فإن اإلنجازات التي راكمتها غزة على صعيد القدرات العسكرية وأنماط استخدامها يتلقاها عموم الفلسطينيين بترحاب معلن؛ وعلى الرغم من أن الفعل النضالي المسلح في غزة لم ينجح في التأثير بشــكل كبير على سياســات االحتالل في الضفة والقدس، إال أن مراعاته باتت أحد االعتبارات التي تأخذها دوائر صنع القرار في إســرائيل بالحســبان، . ((( 2021 عندما يتعلق األمر بممارستها في القدس وتحديدًا بعد حرب مايو/أيار وبالمقابل، لم ينجح نضال غزة حتى اآلن في أن يكون مؤثرًا بشكل حاسم على سياســات وقرارات االحتالل في الســاحات الفلسطينية األخرى، سيما في القدس والضفة الغربية. فميزان القوة العسكرية الذي يميل لصالح إسرائيل بشكل كبيــر ال يمكِّن حماس من تشــكيل تهديد عليها بحيــث يجعلها تعيد النظر في سياسات االستيطان والتهويد في الضفة الغربية؛ سيما أن هذه السياسات تحظى 2021 بقدر كبير من الدعم الداخلي اإلســرائيلي. لذلك انتهت حرب مايو/أيار إلى اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل يتعلق بمعالجة بعض مظاهر الحصار على القطاع، وذلك كما انتهت إليه حروب وجوالت التصعيد السابقة؛ دون أن تقدم إسرائيل أية التزامات بشأن سياساتها في الضفة والقدس. ، " أجهزة األمن اإلســرائيلية تتحســب لتداعيات أحداث الشــيخ جــراح على غزة " نضــال وتد، ((( https : //bit . :) 2022 شباط / فبراير 14 ، (تاريخ الدخول: 2022 شــباط / فبراير 14 العربي الجديد، ly/3HekUnB
82
Made with FlippingBook Online newsletter