النضال الفلسطيني

الثالــث: حدوث تحوالت داخلية وإقليمية تحسِّــن من فاعلية نضال غزة وتحسن من قدرة حماس على ربطه بممارسات االحتالل في الساحة الفلسطينية. فحدوث توافق فلسطيني داخلي شامل في المرحلة المقبلة على أهداف النضال الوطني وأدواته يزيد من فرص انضمام ساحات جغرافية جديدة إلى دائرة الفعل النضالــي ضد االحتالل ويقلِّص األعباء عن كاهل غزة ويخفض كلفة مناشــط فعلها النضالي. فتأجيج النضال الفلســطيني، بصوره المختلفة في الضفة الغربية فــي ظل تواصل الفعل النضالي انطالقًا من غزة ســيقلِّص هامش المناورة أمام إســرائيل ويزيد من التحديات التي تواجه جيشــها. فالضفة الغربية تضم مئات المســتوطنات وعشرات القواعد العسكرية وتنتشر فيها شبكات من الطرق التي يسلكها يوميًّا آالف المستوطنين والجنود؛ وهذا يستدعي توجيه قوات كبيرة من الجيــش النظامــي واالحتياط لضبط الحالة األمنية. وهذا قد يقلص، من جانب، قدرة إسرائيل للتفرغ لمواجهة غزة وسيزيد، من جانب آخر، من فرص توجهها إلعادة النظر في سياساتها المتعلقة بالقدس والضفة الغربية؛ سيما في حالة انعدام اليقين المتعلقة بالجبهة الشمالية. أضف إلى ذلك، أن حدوث تحوالت في المستقبل في اتجاهات السياسة الخارجية للقوى اإلقليمية المؤثرة في الساحة الفلسطينية وتحديدًا في قطاع غزة، قد تمنح الفعل النضالي في القطاع إســنادًا سياســيًّا من جانب، وتعزز فاعليته عبر تزويد غزة بإمكانيات عسكرية نوعية أو توفير دعم سياسي نوعي؛ وهذا ما " ممارســات االحتالل " يزيد من فاعلية نضال غزة ويســاعد على ربطه بمواجهة في الســاحات الفلســطينية األخرى. ومثل هذا التحول حصل على سبيل المثال إبان الربيع العربي؛ حيث تحسنت قدرة الفصائل الفلسطينية وتحديدًا حماس في يناير/كانون الثاني؛ وتقدّم 25 الحصول على السالح والوسائل القتالية بعد ثورة ، حتى إن الرئيس المصري 2012 موقف مصر الرســمي في دعمه لغزة خــ ل الراحل، محمد مرسي، أرسل رئيس حكومته، هشام قنديل، إلى القطاع في آخر أيام الحرب في رســالة دعم سياســي واضحة ومتقدمة جدًّا عن مواقف مصر . 2021 و 2014 و 2008 السابقة والالحقة، أي في حروب لكن فرص تحقق هذا السيناريو تبدو حاليًّا متدنية؛ على اعتبار أن إمكانية تحقيق توافق فلســطيني داخلي يســمح بانضمام الضفة الغربية إلى دائرة النضال

84

Made with FlippingBook Online newsletter