الوطني محدودة؛ حيث إن الســلطة الفلســطينية، التي تمســك بزمام األمور في الضفة الغربية، تبدو غير مســتعدة إلعــادة النظر في وظيفتها ونمط عالقتها مع إسرائيل؛ وهذا يعني مواصلتها اإلسهام في تجفيف بيئة النضال في الضفة الغربية. يبدو السيناريو الثاني هو األقرب؛ حيث من المتوقع أن تربط حماس نضالها المســلح بممارســات االحتالل في الساحات األخرى. صحيح أن حماس، منذ تجلدت ولم ترد على الممارسات اإلسرائيلية في " سيف القدس " انتهاء معركة الضفة والقدس. لكن تشــكيل الحكومة اإلسرائيلية الجديدة ونهجها التصعيدي المتوقــع، حتى ولو لم يســتهدف غزة تحديدًا، ســيقلِّص هامش المناورة أمام حماس وسيدفعها للرد على سياسات إسرائيل. وإن كان قــادة حماس يعلنون أنهم مســتعدون لخــوض غمار مواجهات عســكرية ردًّا على تشــديد الحصــار على القطاع، فإنه يمكــن االفتراض أنهم ســيفضِّلون اندالع مواجهة عســكرية مع االحتالل بســبب ربط الحركة نضالها المســلح بممارسات االحتالل في القدس؛ ألن هذا الربط يعكس التزام الحركة األيديولوجي من ناحية، ومن ناحية ثانية يعزز من مكانتها السياسية على الصعيد الوطني؛ ومن الناحية الواقعية يســمح بالعــودة إلى نفس تفاهمات التهدئة التي تعالج مظاهر الحصار على غزة. وهذا أيضًا ال يعني أن حماس ســتربط تلقائيًّا بين التصعيد العســكري في في القدس وغيرها من الساحات بالمطلق " العدوانية " غزة وسياســات إســرائيل ومهما كانت، ألن كلفة هذا الربط ســتكون مكلفة جدًّا على الحركة وحاضنتها الجماهيريــة. لــذا، يرجح أن تُقْدِم حماس على الرد عســكريًّا في حال أقدمت إســرائيل على ممارسات خطيرة في القدس تســتفز الجماهير الفلسطينية وتثير غضبًا شعبيًّا كبيرًا. وفيما يتعلق بالعالقة بين نضال غزة وواقع مسار حل الصراع مع االحتالل سياسيًّا، فإنه يتوجب استحضار حقيقة أن فرص تسوية هذا الصراع قد انهارت في أعقاب تراجع حل الدولتين، الذي يمثل الحد األدنى المقبول فلسطينيًّا بعد طرح " القومي " ؛ وفي ظل انزياح المجتمع اإلسرائيلي نحو التطرف " صفقة القرن " خطة والديني. من هنا، فإن هذا الواقع ســيزيد من مستوى رهانات الفلسطينيين على
85
Made with FlippingBook Online newsletter