. فقد عُزلت مدينة ((( شــطرين: شــرقي وغربي، حســب مراحل احتالل المدينة القدس عن ضواحيها بالجدار مع تثبيت الحواجز العسكرية نقاطًا حدودية دائمة، وأبرزها حاجز قلنديا الذي بات يشكِّل نقطة عبور حدودية بين القدس والضفة الغربيــة، يمنــع عبور الحواجــز إال لحملة هوية القــدس والتصاريح، وحولت إســرائيل صفته من حاجز إلى معبر، فصلت به مدينة القدس أيضًا عن شــمالها وشــمال غربها، وضمَّت التجمعات االستيطانية المحيطة بالقدس داخل الجدار وربطتهــا بالمدينــة، فيما عزلت األحياء والبلدات الفلســطينية. وطبَّق االحتالل لخلق أزمات مستمرة على ((( على هذه األخيرة سياســات اإلهمال االستعماري يبحث سكانه من ((( أصعد اجتماعية واقتصادية لتحويلها إلى مجتمع غير مستقر الفلسطينيين عن احتياجاتهم المعيشية وحلول ألزماتهم المستمرة، وجعلت لكل منهــا خصوصية مختلفــة في إجراءات الفصل والعزل عــن بقية المناطق وعن شريانها الحيوي المرتبط بمدينة القدس، وحولتها تجاه رام الله التي باتت أشبه ، بفعل تركز مؤسسات السلطة الفلسطينية والنشاط التجاري " عاصمة اقتصادية " بـ والقطــاع الخاص فيها، وتحول مفهوم المواجهة إلى تعزيز الصمود في الوضع الراهن في بيئة الضفة الغربية. عمَّقــت إجراءات عزل القــدس جغرافيًّا من آثار تقســيم الهوية وظهرت الفوارق بعد االنتهاء من أنظمة العزل عبر إعادة تعريف المقدسيين بأنهم الذين يمتلكون الهوية التي منحتها إسرائيل لسكان القدس، فهم القادرون على اجتياز الحواجز والتنقل إلى مناطق الضفة الغربية، بينما ال تسمح إسرائيل ألهالي الضفة الغربية ومنهم سكان ضواحي القدس بدخول القدس، إال لحملة التصاريح التي تُخضع إصدارها لشروط أمنية وعمرية. والثاني عام 1948 قسَّــم االحتالل القدس إلى شــطرين: غربي وشــرقي، األول جرى احتالله عام ((( . 1967 إهمال الســكان الفلســطينيين في المناطق المحتلة من النواحي اإلدارية الخدماتية، يؤدي إلى خلق ((( حالة من الفوضى في صفوف الفلسطينيين ما يسهِّل السيطرة وفرض الخناق عليهم. ، فصل في كتاب: قضية " الصهيونية وادعاءات التمييز عن الكولونيالية الغربية " ، 2016 إيليا زريق، ((( فلســطين ومستقبل المشروع الوطني الفلســطيني (الجزء الثاني): الكولونيالية االستيطانية وإعادة تصور مستقبل المشروع الوطني، المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات، الدوحة- قطر.
93
Made with FlippingBook Online newsletter