العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 108

إلى ساحة للحرب من أجل السيطرة والهيمنة الخطابية على المجال العام الرقمي. . إستارتيجيات الشبكات االجتماعية في تعزيز الهيمنة الخطابية لأليديولوجيا 3 اإلسارئيلية ساعدنا التحليل النقدي للخطاب في دراسة أنماط الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي وتمثيالته للذات اإلســرائيلية والذات الفلســطينية، وتأثيره في إقامة عالقات الهيمنة الخطابية والسياســية والحفاظ عليها، ويُعد ذلك مدخ ًل أساســيًّا لفهم إستراتيجيات شــبكات التواصل االجتماعي نفسها في تعزيز هذه الهيمنة. وهو ما ستبحثه الدراسة فــي هــذا المحور عبر رصد القَدَارة التي تتمتع بها هذه المنصات في تمكين منتجي هذا الخطاب من السيطرة على السياقات العامة إلنتاج األنماط األيديولوجية المختلفة رغم اإلشكاالت األخالقية التي يثيرها الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي. ســنحتاج هنا إلى اســتحضار مفهوم الخوازرميات باعتبارها نصًّا أو خطابًا، أو جزءًا من النســق المعرفي الذي يتم من خالله تفعيل الســلطة كما أشــار ديفيد بير؛ إذ إن هناك عالقة بين الخطاب والمفاهيم والمؤسســات، ألن الخوارزميات ال توجد من خالل الترميز فقط، وإنما أيضًا عبر الوعي االجتماعي كمفهوم أو مصطلح يستخدم بشكل متكرر للداللة على شيء معين. وهو ما يظهر في حالة الخطاب األيديولوجي اإلســرائيلي؛ إذ تعمل شــبكات التواصل االجتماعي (تويتر، فيسبوك) بحسب نسق معرفي ومنظومة خطابية-كما سنرى- يسمحان لمنتج هذا الخطاب بالنفاذ التفضيلي إلى هذه المنصات، حيث المســالك ممهدة للهيمنة األيديولوجية عبر إســتراتيجيات متعددة. - إستراتيجية الغمر النصي: في اللغة غَمَر الماء الشيء غَمْرًا واغْتَمَره: عاله وغطَّاه، وجيش يَغْتَمِر كل شــيء: يُغطِّيه ويســتغرقه، وضارب في غَمْرَة أي ســابح في ماء ). وتشير هذه 62 كثير، ودخلت في غُمار الناس وغَمارِهم أي في زحمتهم وكثرتهم( المعاني إلى التدفُّق واالنسياب في حركة الشيء من كل جانب، ويحصل ذلك من دون شــك ألسباب وعوامل مختلفة، سواء لقوة حركة الشيء (عوامل ذاتية) أو للظروف المســاعدة على ذلك التدفُّق واالنســياب (عوامل خارجية). ويجسد هذا الوضع قوة حركة النفاذ التفضيلي لمنتجي الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي عبر شبكات التواصل

Made with FlippingBook Online newsletter