العدد 2 – يوليو- تموز 2023

109 |

االجتماعي (تويتر، فيسبوك)، وزخم انسياب النصوص وتدفُّق المنشورات التي يبثها أفراد العينة في ســياق أحداث تواصلية معينة ترتبط بهوية الذات اإلســرائيلية مث ًل أو مســتقبلها، أو نصوص لها عالقة بتطورات الوضع الداخلي الفلســطيني واإلسرائيلي أو العمليات العســكرية التي يشــنها الجيش اإلسرائيلي في الضفة الغربية، أو فصول في صفوف منتجي الخطاب " التعبئة العامة " الحروب على قطاع غزة. فنالحظ ما يشبه األيديولوجي اإلسرائيلي الذين يتحوَّلون إلى كتلة أو وحدة مترابطة ومنظمة (كتيبة)، ويظهر بشــكل واضح اســتعداداها وجاهزيتها وتأهبها لمواجهة موقف معين، كما لو أن هناك هيئة تحرير موحدة تشــرف على نشــاطها. فتتدفق النصوص والمنشــورات والصور والفيديوهات والتعليقات التي تفيض بها حسابات أفراد العينة، ومن ثم تغمر شبكات التواصل االجتماعي. وتتميز بوحدة نمط الخطاب األيديولوجي الذي ينتجه أفراد هذه الكتلة، وبالتوارد أيضًا في بنية التلفظ لهذا الخطاب، وبالتجاوز في صوغ األطروحات والرؤى والتعليقات والردود، فض ًل عن وحدة الســياق الزمني للحدث التواصلي. وهناك أمثلة كثيرة لما أســماه الباحث بالغمر النصي الذي ينتج عن النفاذ التفضيلي للخطاب األيديولوجي اإلســرائيلي عبر شــبكات التواصل االجتماعي. ففي الحرب (الفجر الصادق)، 2022 التي شنها الجيش اإلسرائيلي على قطاع غزة في صيف العام يمكن أن نالحظ االتجاه العام لنمط الخطاب الذي تميز بالعسكرة؛ إذ تحوَّل جميع أفراد العينة إلى ما يشــبه وحدة/كتيبة مكلفة بمهام التعبئة والدعم والمســاندة لقوى الجيش اإلســرائيلي وتعزيز صموده في الجبهة. فينتجون نصوصًا متشابهة المضمون تتدفَّــق عبــر الحســابات المختلفة (تويتر وفيســبوك) ألفراد العينــة. ويُحرِّض هذا ، وهي دعوة " وســحقهم ســحقًا " الخطاب أفراد الجيش على قتل الفلســطينيين، بل إلبادة الفلســطينيين، كما يفخر باإلنجازات التي حققتها اآللة العســكرية اإلسرائيلية في التدمير وقتل األبرياء من الفلسطينيين. وال تزال هذه النصوص (دعوات اإلبادة) منشورة على شبكات التواصل االجتماعي حتى بعد تحرير هذه الدراسة، ولم تحاول منصتا تويتر وفيسبوك النظر فيها أو تقييمها واتخاذ اإلجراءات الالزمة بشأنها باعتبارها نصوصًا تحريضية تتجاوز كل األعراف والقيم األخالقية في األحداث التواصلية.

Made with FlippingBook Online newsletter