العدد 2 – يوليو- تموز 2023

111 |

تنتج خطابًا مماث ًل له في البعد الرمزي ومناظرًا له في الطرح األيديولوجي، ويســهم هذا التملك االجتماعي في إخضاع الخطاب لمجموعة من الطقوس وتأطيره بعدد من المحددات انطالقًا من النفاذ التفضيلي الذي تتمتع به الذات اإلسرائيلية عبر شبكات التواصل االجتماعي. وهنــا، تكرس هذه المنصات (تويتر وفيســبوك) الســيطرة والهيمنة الخطابية للذات اإلســرائيلية عبر تحكُّمها في مداخل الخطــاب ومنافذه، ونمط التواصل (مكتوبًا أو مصورًا) وتمليك الذات اإلســرائيلية لنمط مخصوص من الخطاب، أي التحكُّم في أفعال الكالم المســموح بها، واختيار المفردات والمصطلحات (القاموس اللغوي)، ومَــن يتكلــم؟ وكيف يتكلم؟ ومتى يتكلم؟ ويشــير ذلك إلى قــدرة الخوارزميات كما تتصورها الذات اإلسرائيلية، " الحقائق " -باعتبارها خطابًا مُفَكَّرًا فيه- على إنتاج وتدخلهــا المادي في الترويج لخطابات معينة وتعزيز الرواية التي تدافع عنها؛ حيث تصبح شــبكات التواصل االجتماعي بمنزلة الحراس الجدد المراقبين لمنافذ المجال الرقمي. وتثير حالة الهيمنة الخطابية للذات اإلسرائيلية عبر النفاذ التفضيلي إشكالية أخرى أكثر تعقيدًا وترتبط بالنفاذ المُقَيَّد والمُتَحَكَّم فيه للخطاب الذي تنتجه الذات الفلسطينية، تمييزًا " وهو ما يحول دون امتالكها للخطاب والرواية أيضًا؛ األمر الذي يعتبره البعض ضد المحتوى الفلسطيني. وقد عالجت هذه اإلشكالية دراسات وتقارير أعدتها " رقميًّا الذي يرصد ويوثق االنتهاكات الرقمية " صدى سوشال " مراكز متخصصة، مثل مركز ). فخالل الحرب التي 2017 ضد المحتوى الفلســطيني (تأسس في ســبتمبر/أيلول ، وثَّق 2022 شــنها الجيش اإلســرائيلي على قطاع غزة (الفجر الصادق)، في صيف حالة انتهاك للمحتوى الفلســطيني في شــهر أغسطس/آب من 360 المركز أكثر من في أعلى المنصات ارتكابًا " ميتا " العام نفســه، وجاءت المنصات التي تديرها شــركة انتهاكًا على منصة فيسبوك توزعت ما بين حذف للمنشورات، 232 لالنتهاكات بواقع ثــم تقييــد الوصول ومنع النشــر واســتخدام بعض الخصائص مثل البث المباشــر واإلعالنات والمشاركات في المجموعات لفترة زمنية معينة، وحذف الحساب بشكل انتهاكًا على إنستغرام وكانت في معظمها قصصًا رفعها أصحابها 53 كلي، إضافة إلى على المنصة، وتتعلق باالعتداءات اإلسرائيلية في مدينة نابلس والهجمات العسكرية

Made with FlippingBook Online newsletter