117 |
ممارســة خطابية وتأطيرًا لقيم وأفكار ومقوالت معينة لها أبعاد اجتماعية وسياســية واقتصاديــة وثقافية، أي أنظمــة برامجية مرتبطة برؤى للعالم االجتماعي وبالمصالح السياســية والتجاريــة وغيرها من األجندة لتشــكيل وصناعة اتخــاذ القرارات. ومن خــ ل هــذا الحضور المعرفي للخوارزميات يمكن مالحظــة القَدَارَة التي تتميز بها حول األحداث " الحقائق " أو " الحقيقة " أنظمتهــا البرامجية على إنتاج ما تراه مُمَث ًِّل لـ والموضوعــات واألشــياء، وهو ما يجعل الخوارزميات جــزءًا من آليات وديناميات السيطرة والسلطة والهيمنة الخطابية/الثقافية. ويرتبــط التملــك االجتماعي للخطاب أيضًــا بالنفاذ التفضيلي لشــبكات التواصل االجتماعــي؛ األمــر الذي فســح المجال واســعًا للذات اإلســرائيلية إلنتاج أنماط أيديولوجية تعكس تصورًا معينًا للقضية الفلسطينية، ورؤية لعالقتها بالذات الفلسطينية وللعالــم أيضًا. وكانت هذه األنماط الخطابية الســتة المذكورة آنفًا تنصهر مع رؤى المؤسســات اإلسرائيلية الرســمية في جميع المواقف واألحداث، خاصة العمليات العســكرية والحروب التي شنتها إســرائيل على قطاع غزة. كما أن قوة حركة النفاذ التفضيلي لمنتجي الخطاب األيديولوجي اإلســرائيلي من خالل إســتراتيجية الغمر " التعبئة العامة " النصــي وتدفق المنشــورات التي يبثها أفراد العينــة، كان لها دور في في صفوف منتجي الخطاب األيديولوجي اإلســرائيلي الذين تحوَّلوا إلى كتلة/كتيبة مترابطــة تتميز بوحدة نمط الخطاب األيديولوجي الذي يُنتِجه أفرادها، وبالتوارد في بنيــة التلفظ لهــذا الخطاب، وبالتجاوز في صوغ األطروحــات والرؤى والتعليقات والردود، فضًل عن وحدة السياق الزمني للحدث التواصلي. ويبدو أيضًا تأثير قوة حركة النفاذ التفضيلي في إســتراتيجية التالعب الخطابي التي تُقــدِّم خاللهــا الذات المتكلمة/اإلســرائيلية معلومات مزيفة تقلــب الحقائق حول ، وتحاول تشويه الذات 2022 تطورات الحرب اإلسرائيلية على قطاع غزة، في صيف الفلسطينية (حركة المقاومة)، وتفتيت مكوناتها عبر خلق حالة االنقسام في صفوفها وفي النســيج االجتماعي الفلســطيني. لذلك كان هذا الخطاب مث ًل يُحمِّل مسؤولية الضحايا الذين يسقطون في هذه الحرب إلى حركة الجهاد اإلسالمي، ويقوم بتجميل هوية الجيش اإلسرائيلي والدفاع عن صورته أمام الذات الفلسطينية التي تمثِّل في نظر . وتكرس هذه المنصات (تويتر وفيســبوك) الســيطرة والهيمنة " العدو " هذا الخطاب
Made with FlippingBook Online newsletter