العدد 2 – يوليو- تموز 2023

11 |

واالســتقطاب األيديولوجي، ويُحدد أشــكال التفاعل بين المتغيرين، وكذلك أهمية دور العامل االجتماعي واالتصالي في عملية االســتقطاب؛ حيث فرضت شــبكات التواصل االجتماعي هيمنتها على فضاءات التواصل الجماهيري. ويرى كاســتلز أن لالســتقطاب جذورًا أعمق تكمن في أزمة الثقة والشــرعية السياسية عبر العالم، وأن هذه األزمة نفسها نتاج سمات السياسة اإلعالمية والبيروقراطية وتعاظم الفساد. لذلك يفترض، مؤسس نموذج المجتمع الشبكي في عصر المعلومات، أن شبكات التواصل االجتماعي ال تخلق االســتقطاب السياسي واأليديولوجي، بل تعكس ما يحصل في المجتمع، وتُعزِّز دور الجهات المُسْــتَقْطِبَة في المجتمع، ولكنها ليست السبب الذي يدفــع لتطرُّفها. ومع ذلك، فإن شــبكات التواصل االجتماعي تُضخِّم االســتقطاب وتُعزِّزه من خالل فضح المواقف المتطرفة على نطاق واســع، وأيضًا بســبب سرعة انتشــار الرســائل في بيئة اإلنترنت. ويتطلب هذا الوضع -بحســب كاستلز- تنظيم شــبكات التواصل االجتماعي، من ناحية، ثم مواجهة االستقطاب، من ناحية أخرى، عن طريق إعادة دَمَقْرَطَة السياســات ورفع مســتوى الشفافية في نظام اإلعالم متعدد الوسائط لكل من االتصال الجماهيري والتواصل الذاتي الجماعي. البنية األخالقية " فــي المحاضــرة الثانية التي قدَّمها الدكتــور نبيل دجاني، بعنــوان ، يرى أن التطور السريع " والقانونية لمجال عام عادل لشــبكات التواصل االجتماعي والعشــوائي في مجال شــبكات التواصل االجتماعي أدى إلى إدمان نوع جديد من الواقــع االجتماعــي غير المفيد أخالقيًّــا أو قانونيًّا. وتعزَّز ذلك مع اآلثار الســلبية الســتخدام الشــبكات االجتماعية عبر نشــر المعلومات المُضَلِّلَــة واألخبار الزائفة والتحيــزات العرقية والدينية، وانتشــار ظاهرة التنمر، فض ًل عن تفاقم االســتقطاب السياسي واأليديولوجي في العالم العربي. ويُفكِّر الدكتور دجاني في الطرق الممكنة الســتخدام شــبكات التواصل االجتماعي غير تلك التي تُســتخدَم بها حاليًّا، حتى يتمكن العالم العربي -على مســتوى األفراد وكذلــك الــدول- من الحفاظ على المزايا اإلنســانية المختلفة وزيادة فرص تمكين الضعفاء والفقراء من المشاركة الفعالة في القرارات التي تؤثر في حياتهم، سواء على مســتوى المجتمع أو المســتوى الفردي. وأبرز دجاني أن معالجة مشكالت شبكات وليس، فقط، " العملية االجتماعية " التواصل االجتماعي المتزايدة تتطلب اعتماد مقاربة

Made with FlippingBook Online newsletter