العدد 2 – يوليو- تموز 2023

141 |

. شبكات التواصل االجتماعي والخطاب الشعبوي في المجتمع السوداني 4 كان الخطاب الشــعبوي في بعض التجارب اإلفريقية موجهًا ضد األجنبي، كما في حالة أوغندا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا على ســبيل المثال، أما في الحالة السودانية فإن الخطاب الشــعبوي خطاب داخلي بين مكونات المجتمع الواحد. وقد قاد هذا على أسس قبلية ومناطقية؛ " نحن " و " هم " الخطاب إلى انقسام المجتمع السوداني بين األمر الذي بات يهدد فكرة الدولة ومستقبل تماسكها وبقائها موحدة. ومن هنا تأتي أهمية الحالة الســودانية نموذجًا للبحث والدراسة، باعتبار األهمية اإلستراتيجية التي يمثِّلها السودان لألقاليم المتاخمة لحدوده: الخليج العربي، والقرن اإلفريقي، وحوض النيل، ومنطقة الســاحل والصحراء وانعكاســاتها األمنية. يضاف إلى ذلك أن تجربة الحكم الوطني في الســودان بنمطيه، المدني والعســكري، عملت على عزل الشعب عن المساهمة اإليجابية في رسم تطلعاته، مما حال دون بناء مؤسسات راسخة تضمن اســتقرار الدولة الحقًا. وهذا األمر -باإلضافة إلى عوامل أخرى- قاد إلى حالة من االغتراب بين الشعب والدولة، ومهَّد لتعزيز فرص نمو الخطاب الشعبوي الذي عمل في اتجاه تحريضي قد يقود إلى تقويض الدولة ومؤسساتها. وأدت هذه الشروط إلى ضعف حظوظ االنتقال الديمقراطي نتيجة لتمدد هذا الخطاب وملئه للفراغ الذي نتج . فالعالقة بين تمدد الخطاب 2019 عن التغيير السياسي الذي حدث في البالد نهاية الشعبوي والتحول الديمقراطي عالقة عكسية؛ إذ كلما ترسخت الديمقراطية وقويت المؤسســات العامــة، ضعُفت حظوظ الخطاب الشــعبوي في التمــدد. وكلما تمدد الخطاب الشعبوي تضاءلت فرص نجاح عملية االنتقال الديمقراطي. وحتى يتسنى للباحث معرفة تأثيرات شبكات التواصل االجتماعي في تنامي الخطاب الشــعبوي وأيديولوجيته على أســس علميــة، قام بإجراء دراســة ميدانية على عينة عشوائية من الرأي العام النوعي السوداني المتفاعل مع شبكات التواصل االجتماعي ) 23 ). وفي هذا الجزء نحلِّل نتائج االســتبيان اإللكتروني( 105 بلــغ عدد مفرداتها ( الذي صُمِّم لإلجابة عن أســئلة الدراسة، وقُسِّــمت محاوره بجانب البيانات األولية إلى ثالثة محاور. تناول المحور األول مفهوم الشــعبوية والخطاب الشعبوي، وركز المحور الثاني على الشــعبوية والخطاب الشــعبوي في شبكات التواصل االجتماعي في السودان، أما المحور الثالث فتناول آليات مواجهة الخطاب الشعبوي في شبكات

Made with FlippingBook Online newsletter