العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 170

الذي تبثه شــبكات التواصل االجتماعي تتمثَّل في نشــر الكراهية وإعالء شأن القبيلة والتجاذبــات حول العرقيــة والجهوية والدعوة للعنف والتمــرد على وحدة أراضي الدولة بشــكلها االجتماعي المتوارث. وتتعاظم مخاطر انتشار هذا الخطاب في ظل حالة الفراغ المؤسســاتي والســيولة األمنية التي تشهدها الدولة منذ التغيير السياسي . وقد ارتبط ذلك -وال يزال- بوجود بيئة إقليمية ودولية 2019 الذي حدث نهاية العام تتســم بدرجــة عالية من التعقيد، وفي إطار حركــة صراع دولي كبير حول المصالح اإلســتراتيجية، ومن هنا تبرز مشــروعية الربط بين حالة عدم االستقرار التي يعيشها السودان حاليًّا وبين إمكانية مساهمة الخطاب الشعبوي بشبكات التواصل االجتماعي في ذلك. فالخطاب الشــعبوي الذي تبثه هذه الشــبكات، قد يفضي إلى تهديد وجود الدولة الســودانية نفســها، في ظل غياب المرجعية الوطنية التي تحكم العملية السياســية، ووجود سلوك سياسي يقوم على إعالء قيم التشرذم واالنقسام. ويستلزم ذلك اتخاذ مجموعــة من اإلجــراءات الفعالة لمحاصرة هذا الخطاب وتأثيراته ومخاطره، ويأتي فــي مقدمة هذه اإلجــراءات تعزيز الحوار وثقافة التعايش الســلمي بين المكونات االجتماعية، إضافة إلى التوســع في نشــر التعليم وســط المجتمع، وتقوية المناهج المدرسية القائمة على إعالء قيم المواطنة، وسن القوانين الالزمة لتنظيم عمل شبكات التواصل االجتماعي، واالهتمام بالتربية اإلعالمية القائمة على نشــر الوعي بما تبثه شبكات التواصل وتعليم الجمهور مهارة التعامل مع وسائل اإلعالم، في ظل وجود مــا يعرف اصطالحًا بغرفة الصدى والخوارزميات التي تتحكَّم في نشــاط الجمهور الرقمي. الم ارجع (الدوحة، المركز العربي لألبحاث 1 ) عزمي بشــارة، في اإلجابة عن ســؤال: ما الشعبوية؟، ط 1 ( . 101 )، ص 2019 ودراسة السياسات، (القاهرة، دار الفجر للنشر 2 ) محمد منير حجاب، أساسيات البحوث اإلعالمية واالجتماعية، ط 2 ( . 78 )، ص 2003 والتوزيع،

Made with FlippingBook Online newsletter