209 |
تأسيسًا على ما سبق، تسعى الدراسة إلى اإلجابة عن األسئلة اآلتية: ما حدود الوصل والفصل بين الميديا االجتماعية والفضاءات العمومية القائمة داخل شــبكة اإلنترنت ومختلف تطبيقاتها في المنطقة العربية، والمجاالت العمومية خارجها، أي في الواقع الفعلي المادي؟ وإلى أي حد يســتطيع المشاركون في الفضاءات العمومية الهامشية أو البديلــة أو الدهماء االنخراط في المداوالت العقالنية حول القضايا العمومية في المنطقة العربية؟ وكيف يتحول االستقطاب السياسي واأليديولوجي إلى عائق يضاف إلــى العوائق األخرى التي تقف ضد تحــول الفضاء إلى مجال عمومي في المنطقة العربية؟ لمقاربة هذه األســئلة، حاول الباحث االســتئناس بالمنهج الجدلي الذي يُعرَّف بأنه نمط من المناقشة والمساءلة والتأويل، يستند إلى تحليل الواقع أو الظاهرة االجتماعية بمجابهــة األفكار واألطروحات التي تبدو أنها متناقضة، من أجل تجاوزها ومحاولة تقديم أطروحات جديدة. وهذا وفق المخطط المبدئي والمبسط: أطروحة، ونقيضها، والتوليفة التي تستخرج منهما. لعل هذا المنهج يساعد في فهم العديد من الممارسات تطليق " في البيئة اإلعالمية المعاصرة التي تتســم بطابعها المفارقاتي، مما يســتدعي الخطاطــة الذهنية الموروثة من الماضي، وتبنى إســتراتيجية تروم الفهم وفق منطق ). وحتى يتحقَّق ذلك استعان الباحث بالتوجه الوثائقي في البحث، 10 ( " تفكير التضاد )، الذي يعتمد على تحليل 11 باعتباره شــك ًل من أشــكال المالحظة غير المباشــرة( الدراســات النظرية والبحوث األمبريقية، واالســتفادة منها الســتخراج األطروحات واألطروحات النقيضة ذات الصلة بالمجال العمومي بصفة عامة، وفي المنطقة العربية تحديدًا، ومناقشــتها من أجل إبراز خصوصية الميديا االجتماعية، وتقديم فهم لهذا المجال في هذه المنطقة. . اإلطار المفاهيمي والنظري 1 الميديا االجتماعية نقصــد بها مجمل المنصات في شــبكة اإلنترنت التــي تتيح التفاعل االجتماعي بين مختلف المســتخدمين حول المحتويات الرقمية (صور، نصوص، وشــرائط الفيديو( ). قد يحيل هذا التعريف إلى التداخل 12 حسب درجة االستئناس والتآلف والتجاذب(
Made with FlippingBook Online newsletter