| 218
وهنــاك من ذهب إلــى حد نفي وجود المجال العمومي لتدجينه؛ حيث أصبح النقد ). فال وجود 57 في بعض البلدان العربية مجرد وهم، مثل تونس أثناء حكم ابن علي( فضاء رمزي تنتشر فيه الخطابات المتناقضة " للمجال العمومي في غياب النقد، ألنه في معظمها، والصادرة عن مختلف الفاعلين السياســيين، واالجتماعيين، والثقافيين، .) 58 ( " والمفكرين الذين يشكلون المجتمع ودُحضت، أيضًا، فكرة وجود مجال عمومي رقمي، واعتبرت مجرد استعارة، بل فكرة )في " الثورات " طوباوية، انطالقًا من معاينة اســتخدام الميديــا االجتماعية في بعض ســوريا، واليمن، وليبيا، على وجه الخصــوص(؛ إذ يبدو المجال العمومي في هذه المناطق في طور التكوين، حتى وإن صاغت فيه وســائل اإلعالم التقليدية والميديا .) 59 االجتماعية خطابات متناقضة ومتعارضة( وهناك من اســتند إلى تجربة التدوين الرقمي في لبنان ليقترح االســتغناء عن مفهوم المجال العمومي، واســتبدله بمفهوم الحقل الذي نحته بيير بورديو. ولم ينف بعض الباحثين القالئل وجود المجال العمومي في هذا البلد العربي أو ذاك، بل قاموا بقراءة مكوناته بمنأى عن عقالنية الخطاب، وباالســتناد إلــى المنظور ما بعد البرجوازي، ،) 61 )، وألكس هونيت( 60 ومقاربته بالعُدَّة المفهومية لبعض الكتُّاب، مثل حنا آرندت( .) 62 ونانسي فريزر( ال يمكــن الحديــث عــن المجال العمومــي في المنطقــة العربيــة دون النظر إلى وشــائجه مع الحراك الشــعبي الذي دفع زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، إلى التخلي عن الســلطة. وقد تعدد توصيفه، فالباحثة ســاميا ميهوب وصفته بالمعارض )، بينما وظف مارتن بــروغ مفهوم فضاء الدهماء العمومي لقراءة 63 واالحتجاجــي( داللة القدرة السياســية للتعدد عبر تدافع عوام الشــعب المصري الحتالل ســاحة التحريــر بالقاهرة، ومقاومة اإلقصاء السياســي، واالنتقال من وضعية الكائن ما قبل )، فانتزع حقه في الكلمة. ونفت الباحثة آمال الهادفي 64 السياسي إلى كائن سياسي( قد شكَّل 2019 أن يكون الحراك الشــعبي الذي شــهدته الجزائر في فبراير/شــباط .) 65 مجاًل عموميًّا بديًلً(
Made with FlippingBook Online newsletter