العدد 2 – يوليو- تموز 2023

225 |

مــن األهــل واألصدقاء والمعارف. هــذا فض ًل عن أن المســتخدمين يتعاملون مع مواقع الشبكات االجتماعية بالمنطق ذاته مع أي وسيلة اتصال جماهيري (الصحيفة، واإلذاعة، والتليفزيون) التي لم تســاعد جمهورها على التأكد من صحة األخبار؛ إذ ظلــت تعتمد على مصدر وحيد ألخبارها، الذي يكون في أغلب األحيان، رســميًّا، هذا إن لم تكن خالية من أي مصدر ولم تمكِّن جمهورها من التمييز بين المعلومة والرأي؛ لذا أصبح يعتبر أن ما يُنشر في مواقع الشبكات االجتماعية معلومة. خالصة تأسيسًا على ما تقدم يمكن استخالص ما يلي: . يمكن اعتبار الميديا االجتماعية في المنطقة العربية فضاءات عمومية تتضمن أشكا ًل 1 متنوعــة من التواصل والســرد العاطفي، وخطابات متعــددة األصوات يتداخل فيها الخاص مع العام، وتتشــكَّل من اإلخبار، والتضليل، والتحليل، والدعاية، والتسويق، والســخرية، واإللهاء والتهكــم، والتنديد، والنبذ، والوشــاية، والتأييد، واإلعجاب، والترفيه، والتضامن، واإلقصاء. تتوســل النص المكتــوب، والصورة، والكاريكاتير، والفيديو، والموســيقى واألغاني، والفنون التشــكيلية، والرقص، لكن إن لم يتوافر الرابط البنيوي بينها وبين مســارات اتخاذ القــرار، أي المجال العمومي، فإنها تبدو للدراســين ضربًا من الفوضى. وهذا ال يعني عدم اســتجابة السلطات العمومية، بين الحين واآلخر، لبعض الشكاوى التي يرفعها مستخدمو مواقع الشبكات االجتماعية، والمتعلقــة بإدارة شــؤون الحياة اليومية. إن هذا القول ال يتعــارض بتاتًا مع الرؤية التي تؤكد أن هذه الفضاءات تشــكِّل مســرحًا للظهور وتحقيق االعتراف، ولتحويل الشــأن الخاص إلى عام، وإخراج بعض المشاكل إلى العلن لتكون مرئية، وتحويلها إلى قضايا عمومية. تصطدم مواقع الشــبكات االجتماعية التي تعتبر مملكة النرجســية بمكانة الفرد في الثقافة العربية اإلســ مية، التي تبدو ذات نزعة جماعية؛ فالفرد ال يشــكِّل فيها قوة .) 90 مرجعية، كما هو شــأن الفلســفة اإلغريقية، وفلســفة اإلصالح البروتســتانتي( وتصطدم أيضًا بنزعة السر والتكتم الذي ال يمارَس على مستوى إدارة شؤون الدولة فحســب، بل حتى على مســتوى الفرد. فهذا األخير ال يكف عن الدعاء بالستر وهو

Made with FlippingBook Online newsletter