245 |
لكنها من جهة أخرى ال تحتكر إنتاج المضامين اإلعالمية بالشكل المتعارف عليه في المؤسسات اإلعالمية، وال يمكن اعتبار روادها جمهورًا بالمعنى التقليدي للجمهور اإلعالمي، كما أن الجمهور/المســتخدمين يصبحون في أحيان كثيرة منتجي األخبار ومروجيها. وألن المستخدمين هم الذين يضمنون حياة وحيوية مواقع التواصل االجتماعي، سواء من خالل إنتاج المضامين أو الترويج لها ونشرها وتبادلها، فهذا يسمح باستخالص استنتاجين اثنين: - أولهما: من الواضح أننا بإزاء الحديث أساسًــا عن أخالقيات االســتخدام وليس أخالقيات الممارسة اإلعالمية المعروفة. - وثانيهما: نتحدث عن وسيط تواصلي خدمي، أي يقدم خدمة ذات طبيعة تواصلية )، وأخذ أشــكا ًل عديدة 2 . 0 إلــى األفراد، وهو ما ظهر بتزامن مع تطبيقات الويب ( من المواقع اإللكترونية والتطبيقات، التي استمر بعضها وتراجع اآلخر.. ولهذا يطلق " خدمات الشــبكات االجتماعية " المتخصصــون عمومًــا على هذه المواقع مصطلح .) SNS ) ويُشار إليها اختصارًا بـ( Social Networking Services ( وتشمل خدمات الشبكات االجتماعية حاليًّا العديد من الخدمات الناجحة عبر العالم، مثل: يوتيوب وإنستغرام وتويتر، ولينكد إن، والسناب شات، وتيك توك... أما فيسبوك .) 3 لوحده فقد استأثر بأكثر من مليارين وتسعمئة مليون مستخدم( وبهــذا المعنــى، فإن الحديث عن أخالقيات خدمات التواصل االجتماعي ســيكون حديثًا عن أخالقيات االســتخدام الموجهة أساسًــا للمستفيدين من تلك الخدمات، والتي تُنظِّم ما يتم تبادله من محتويات تواصلية مختلفة. فما التوجهات والســمات األساسية ألخالقيات خدمات التواصل االجتماعي؟ تناول العديد من الدراسات العلمية والمقاالت الصحافية موضوع أخالقيات استخدام مواقــع التواصل االجتماعي، وهي تشــترك في اقتراح مجموعــة من الضوابط التي تحــرص على مصداقية وصحة ما يتم تداوله من معلومات ومعطيات من جهة. كما تحرص من جهة أخرى على ضمان عدم إساءة ما يُنشر من مضامين إلى فئات معينة من الناس، في إطار القذف أو التشهير أو أي شكل من أشكال التمييز.
Made with FlippingBook Online newsletter