العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 24

مع نشــوء التكنولوجيات الجديدة في مجال التواصل -وأشــير هنا إلى أن اإلنترنت وباتت اآلن مُمَكِّنة للتواصل بين البلدان، وهناك 1969 بــدأت في الظهور فــي العام مليار من األشــخاص 2 مليارات مســتخدم لإلنترنت، وأيضًا عدد يقارب 5 . 5 تقريبًا الذين يستخدمون شبكات التواصل االجتماعي- فإن ما شهدناه بشكل متزايد خالل العقود األربعة أو الخمســة الماضية هو تشــكيل لشبكات التواصل فيما بين الناس، والتي أدت إلى نوع من السيطرة. فهذا التفاعل لهذا النوع من التواصل من دون أي حدود ومن دون أي وســيط أدى إلى مَأْسَسَــة التأثير. لذلك نجد بعض األشخاص ينادي بالحرية، والبعض اآلخر يحاول التفلت من أي ســيطرة عليه، وقد أدى ذلك إلى ظهور وسائط جديدة في عالم اإلنترنت، بعضها يستخدم للعمل التجاري. وبفعل االهتمام بهذه الشــركات، ســيؤدي ذلك إلى تفعيل التواصل واالتصال بدرجة أكبر. وهنا يمكن القول: إن التواصل هو مســألة تسيطر عليها شركات االتصاالت الكبرى باعتبارها مالكة ومسيطرة على منصات التواصل االجتماعي؛ إذ تتيح للناس التواصل فيما بينهم بالقدر الذي يرغبون فيه ووفقًا لما تتيحه هذه المؤسسات. في ظل هذه الظروف هناك لوم على التنوع في مجال وسائل التواصل عبر شبكات التواصــل االجتماعي مما يطرح مجددًا مســألة الشــرعية. ومن ثــم فإن إلقاء اللوم على شــبكات التواصل االجتماعي فيما يخص االستقطاب األيديولوجي والسياسي المتزايد يؤدي إلى زعزعة االستقرار، وبالنسبة لعدد من العوامل األخرى فإنها تهدد وجود الديمقراطية الليبرالية. هناك ادعاءات كثيرة في هذا الســياق يمكن اســتعراض بعضها؛ إذ بصرف النظر عن شبكات التواصل االجتماعي فقد باتت المجتمعات أكثر استقطابًا سياسيًّا في أي مكان، ويحصل هذا االستقطاب في عدة مجاالت من الحياة االجتماعية، وقد أثَّرت الصراعات الكبرى في معتقداتنا. نحن ال نراها بالطريقة نفسها بعد اآلن، ويمكن أن يُنظَر إليها من خالل العنصرية، أو معاداة األشخاص المختلفين عنَّا، أو األجانب، أو أشخاص من إثنيات مختلفة. لن أطيل التعمق في هذا الموضوع، ولكن يمكن أن أشير إلى البيانات التي أوردتها في كتابي عن أزمة مؤسسات التواصل التي أعرضها بشكل تفصيلي. كل هذه التعابير المتعلقة بالقيم والقيم المضادة باتت حتمية. إن ما يؤثر في االستقطاب هو مسألة الثقة في المؤسسات والجهات الفاعلة السياســية واالجتماعية. نحن وثَّقنا أن المؤسســات اإلعالمية قادرة على إدارة بعض الصراعــات، وقد أدى هذا االهتمام من كافة أقطاب المجتمع إلى نهاية بعض أوجه

Made with FlippingBook Online newsletter