العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 258

أ- فيسبوك يتحايل على أخالقياته يتعرض إلى اتهامات متتالية، شملت المشاركة في " فيســبوك " وموقع 2016 منذ عام ، وانتهاك الخصوصية، ونشر الكراهية، 2016 تزوير االنتخابات الرئاسية األميركية في ). كما تعرض موقع 17 بل وتعريض المراهقين ألخطار عديدة جرَّاء استخدام منتجاته( فيسبوك إلى فضيحة كبيرة إثر تسريب العديد من المعلومات التي تظهر خروقاته من )؛ حيث تطور Francis Hogan طرف الموظفة السابقة في فيسبوك، فرانسيس هوغن ( األمر لتقدم شهادتها أمام الكونغرس. ) إلى أن خروقات فيسبوك شملت التغاضي عمدًا عن 18 وقد أشــارت التســريبات( نشر األكاذيب والمعلومات المُضلِّلة لزيادة أعداد المتابعين وخدمة بعض التوجهات السياســية. كما تعمد فيســبوك التغاضي عن المنشورات التي تنشر معلومات خاطئة عــن لقــاح كورونا بدعوى الحفاظ على حرية التعبيــر، لكن الدافع الحقيقي هو أن تلك المنشــورات تزيد التفاعــل على المنصة. وتعمد فيســبوك أيضًا التضييق على المعارضيــن للحزب الشــيوعي الحاكم في فيتنام وذلك خشــية حجب المنصة من اإلنترنــت واإلضرار بأرباحه. وهكذا فضَّل فيســبوك التضحية بحرية التعبير على أن يضحي بأرباحه في سوق اإلنترنت الفيتنامي. ومن أخطر ما تعبِّر عنه الفضائح المتوالية هو أن أخالقيات موقع فيسبوك ال تتحقق فعليًّا حينما يلتزم بها المســتخدمون، وإنما الضامــن الحقيقي لها هو الرغبة الفعلية لتحقيق تلك األخالقيات من المنصة ذاتها عبر إعدادات تقنية.. لذا تصبح المســألة رغم ما تقدمه االجتهادات األخالقية من إمكانات مهمة لتنظيم استخداماتنا لشبكات التواصــل االجتماعي، فإن تلك المواثيــق األخالقية معرضة دومًا للتقادم؛ حيث إن المســتجدات التقنيــة المتوالية والخدمات المحدثة باســتمرار تتطلــب في المقابل اجتهــادًا أخالقيًّا مســتمرًّا لتأطيرها، وهو ما يســبب فجوة زمنيــة وبحثية بين ظهور بعــض الخدمات واالســتخدامات الجديدة، وبين االنتباه البحثــي إليها، ثم تأطيرها أخالقيًّــا وتعميم التوجيهــات األخالقية المرتبطة بها. وليس أدل على هذا األمر من األخالقية عملية تقنية تعبِّر عن توجه تجاري. ب- شبكات التواصل االجتماعي والمعضالت األخالقية

Made with FlippingBook Online newsletter