العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 260

ويبــدو واضحًا أن المعايير والمواثيق األخالقية المنظِّمة لمســألة الهوية الشــخصية علــى منصات التواصل االجتماعي، تهتم أساسًــا بقضايــا، مثل المصداقية ومحاربة الهويات الزائفة أو المنتحلة؛ حيث يصرح فيسبوك مث ًل في معاييره بأنه يدعم التنوع انتحال الشخصية وتزييف الهوية في الوقت ذاته، " في التعبير عن الهوية، لكنه يمنع [كما يطالب] األشــخاص بالتواصل على فيســبوك باستخدام االسم الذي يُعرفون به .) 22 ( " في حياتهم اليومية لكن اإلشــكاالت الهوياتية التي تشــغل الباحثين مثل تلك التي طرحها شانون فالور " الطموح والواضح " تبقى خارج التصور التجاري للهوية، فمسألة تأثير العرض الرقمي للهوية في الواقع االجتماعي تبقى خارج اهتمام المواثيق األخالقية، رغم أن القضية تمــس الوجود اإلنســاني، ألن المســتخدمين أمام أحد تأثيريــن لمنصات التواصل اتخاذ خطوات معينة لتجسيد هذه التطلعات فعليًّا في وضع عدم " االجتماعي، هما: . فشــبكات التواصل االجتماعي تســاعد " االتصال، أو إضعاف الحافز للقيام بذلك األفــراد على االنتماء إلى مجتمعات رقمية مكونة من أشــخاص يشــبهونهم تمامًا، مهما كانت اهتماماتهم أو شــخصياتهم أو توجهاتهم، وهذا يدعم الهويات المغلقة .) 23 والعزلة االجتماعية( أما مســألة الخصوصية التي نتحدث عنها كثيرًا، فتنظيمها ال يتحقق فقط من خالل تمكين المستخدم من خاصية الموافقة على استخدام معلوماته الشخصية ومعلومات اســتخدامه لإلنترنت مع وعد باحترام خصوصياته؛ حيث إن المســتخدم غير مؤهل لفهم عواقب ذلك، بل في معظم الحاالت ال يفهم كثير من الناس حتى لغة اإلشعار وتعودوا فقط على الضغط على زر موافق. كما أن غياب البدائل أمام تطبيقات ومواقع تســتخدم جميعها بياناتنا ال يترك أمامنا إال حتمية الموافقة، وقد اعتبر جوردون هال ) أن تمكيــن األفــراد من حماية خصوصياتهم من خالل سياســات Gordon Hull ( اإلشــعار والموافقة القياســية هي طريقة ال تحمي فعليًّــا خصوصياتهم وإنما تدعم التصور النيوليبرالي للخصوصية الذي نعرض من خالله أنفســنا كســلع جاهزة للبيع .) 24 والتبادل( ومن اإلشكاالت األخالقية المرتبطة بمجال الخصوصية مسألة تداخل الخاص والعام؛ ) إلى أنه باإلضافة إلى المخاوف الغربية Rafael Capurro حيث يشير رافاييل كابيرو (

Made with FlippingBook Online newsletter