العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 262

ناقلة لمضامين تواصلية وتحقق استخدامات أداتية لألفراد، وهذا المستوى هو الذي انحصــرت فيه المواثيق األخالقية جميعها، فتجدها اهتمت بمصداقية الخبر وأمانته، أو حرصت على أال يتســبب المضمون المتبادل في إيذاء اآلخرين أو اإلســاءة إليهم أو ســعت إلى أن يكون المحتوى المتبادل مفيدًا، أو مراعيًا لســمعة المؤسســة التي ينتمي إليها المستخدم. - ومستوى إنتاج المعنى والقيمة االجتماعية، باعتبار أن ظروف وكيفيات االستخدام تتحدد بناء على نظام تأويلي للقيمة التي تحملها األداة التواصلية أو السلوك التواصلي أنفســهما واإلمكانــات االجتماعية لتكنولوجيا االتصال من جهــة؛ وباعتبار طقوس االســتخدام تلــك تنتج بدورها تعلمًــا معرفيًّا واجتماعيًّا. وعلى رأي ســتيفان فيال كل جيــل يعيد تعلم العالــم ويعيد التفاوض حول عالقته " ) فــإن: Stéphane Vial ( بالواقع بواســطة العتاد التقني الموضوع بتصرفه ضمن الظرف االجتماعي- الثقافي .) 29 ( " والخاص به إن المســتوى الثاني من استخدامنا لمنصات التواصل االجتماعي هو ما يحتاج فع ًل إلــى تنظيم أخالقي، فليــس مضمون ما نتبادله على تلك المنصات هو الذي يحتاج فقط إلى تنظيم أخالقي، بل معمارية مواقع التواصل وطرق استخدامها تحتاج أيضًا إلى تنظيم أخالقي.. ألن طرق االستخدام تؤثر في اإلدراك وتقود تعلمات اجتماعية عديدة، تؤثر بدورها في قيمنا والطريقة التي نرى بها العالم والعالقات االجتماعية. وبالحديث عن تأثير االتصال الرقمي في اإلدراك، يعتبر ستيفان فيال أن الطريقة التي " األنطوفانيا " يظهر بها الوجود لنا تؤدي إلى حالة خاصة بالشعور في العالم، يسميها ) التي تضع شــروطًا ومحــددات قبلية لإلدراك ذات طابع تقني. 30 () Ontophanie ( بالرحم " والدته " ويعــرف هذا التوجه القبلــي لتنظيم اإلدراك وتصميمه قبل حدوثه و يمكن تعريف التقنية بوصفها رحمًــا أنطوفانية، أي بنية " األنطوفانيــة؛ حيث يقــول: عامة لإلدراك تحدد قبليًّا الطريقة التي تظهر بها الموجودات. وبهذه الصفة، ال تنتمي هــذه البنية إلى التنظيم الداخلي لملَكَــة المعرفة الخاصة لدينا [...] بل إلى التنظيم الخارجــي لثقافتنــا التقنية [...]. وهكذا، فإن الثقافــة التقنية التي نعيش في فضائها .) 31 ( " تتوقف على نسق تقني هذه المالحظة نبهت الباحث إلى إعادة فهم كثير من السلوكات االجتماعية المرتبطة

Made with FlippingBook Online newsletter